Page 280 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 280

‫العـدد ‪25‬‬                                              ‫‪278‬‬

                                                                                                            ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬

           ‫رهانات‬
       ‫أحمد سراج‬

                                                     ‫د‪.‬محمد عليم‬

‫في «لمسة البعث»‬

  ‫أن المسرحية تستهدف شيئًا من‬      ‫الطوائف)‪ ،‬لهذا تغرينا المسرحية‬      ‫كتابة المسرحية الشعرية‬
    ‫ذلك في أحد رهاناتها‪ ،‬لكنه لم‬       ‫بالتساؤل عن الرهانات التي‬
                                                                      ‫الآن‪ ،‬من حيث هي نوع أدبي‪،‬‬
 ‫يكن كل ما تغياه أحمد سراج من‬      ‫اتكأ عليها في استدعائه جز ًءا من‬  ‫ربما تكون منعدمة‪ ،‬وفي أحسن‬
   ‫مسرحيته‪ ،‬لقد وقف عند أكثر‬          ‫أحداث تاريخية عميقة الدلالة‪،‬‬    ‫الأحوال تكاد تكون نادرة‪ ،‬لذا‬
                                       ‫وأثر ذلك على المشهد العربي‬     ‫عندما يفاجئنا شاعر يقدم هذا‬
 ‫من حافة عميقة الدلالة والأثر في‬                          ‫الراهن‪.‬‬
    ‫الذاكرة الجمعية لنا كمتلقين‪/‬‬      ‫هل نتحدث عن محض تناص‬               ‫النوع‪ ،‬وبكثير من الأصالة‬
   ‫مشاهدين‪ ،‬أعني أنه اختار من‬           ‫كل غايته إسقاط سياسي‪/‬‬          ‫والقدرة‪ ،‬فإننا لاشك حفيون‬
   ‫علاقة ابن زيدون وولادة بنت‬                                         ‫به ومقبلون عليه بما يليق من‬
                                   ‫اجتماعي على واقع شبيه؟ لا شك‬
‫المستكفي الجزء الأكثر وج ًعا‪ ،‬فما‬                                                 ‫فضول وشغف‪.‬‬
‫كان منه إلا أن اخترع البهجة على‬
 ‫طريقته بترتيب لقاء أخير بينهما‬                                      ‫(‪)1‬‬

    ‫كما أراده هو فنيًّا‪ ،‬ووصل ما‬                                     ‫الشاعر أحمد سراج في مسرحيته‬
 ‫انقطع لسنوات طوال عبر صوت‬                                           ‫الشعرية «لمسة البعث» لا يعود بنا‬

    ‫ولادة الذي ُسمع لمرة واحدة‬                                         ‫لنوع أدبي كدنا ننساه وحسب؛‬
‫وأخيرة مستدعيًا ابن زيدون بأن‬                                             ‫بل يعود حام ًل حيوية النص‬
                                                                          ‫الشعري عبر حوار مسرحي‬
   ‫(تعال يا حبيبي)‪ ،‬وكان ختا ًما‬                                              ‫محسوب بدقة‪ ،‬وفي بيئة‬
     ‫مبه ًجا للمسرحية‪ ،‬أراد أحمد‬                                              ‫مسرحية حافلة بالتوتر‬
   ‫سراج لهما أن يلتقيا بعد طول‬                                             ‫والغموض (سقوط الخلافة‬
    ‫جفاء وحجاج‪ ،‬لأنه راهن على‬                                               ‫الأموية في الأندلس وبداية‬
‫قيمة الحب‪ ،‬قضيته الأولى والأبرز‬                                               ‫عهد التفكيك زمن ملوك‬

       ‫في لمسة البعث‪ ،‬تلك الحافة‬
   ‫التي وقف عليها تمثل انتصا ًرا‬
   275   276   277   278   279   280   281   282   283   284