Page 275 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021

‫‪273‬‬ ‫ثقافات وفنون‬

‫كتب‬

‫د‪.‬نادية هناوي‬ ‫سطوة الحكاية في‬
‫سرديات الاستعادة‬
‫العراق‬ ‫رواية“في بلاد النون”‬
‫للمغربي أحمد المديني‬

‫والمعاصرة‪.‬‬ ‫خطابية تستفز القارئ وتدفعه إلى‬ ‫ليس َه ْج ُر التّحبيك في بناء‬
‫وكان جيرار جينيت قد ميّز‬ ‫الاندماج في صلب البناء السردي‬
‫النَّص الروائ ّي سوى مناورة‬
‫بين قصة‪ /‬حكاية‬ ‫متلقيًا ضمنيًّا كان أم حقيقيًّا؟‬ ‫سردية باتجاه استعادة البنية‬
‫حيث الحكاية‬ ‫لا خلاف أ َّن التحبيك في أي‬ ‫الحكائية‪ ،‬والقصد من وراء ذلك‬
‫هي خطاب‬ ‫عمل روائي هو عنصر فاعل‬
‫يتلقى شفاهيًّا‪،‬‬ ‫تقديم توليفة مبتدعة جديدة‬
‫وبين قصة‪/‬‬ ‫في الارتقاء بالق ّص من الاتباع‬ ‫يتوحد فيها المتخيل السرد ّي‬
‫حبكة حيث‬ ‫إلى التسبيب‪ ،‬ومن سرد حكاية‬ ‫بالوقائع ّي‪ ،‬لصنع صورة ما‬
‫القصة‬ ‫تاريخية إلى سرد قصة متخيلة‪،‬‬ ‫بعد حداثية لسرديات يمكن أن‬
‫وذلك من منطلق نظر ّي يرى أ َّن‬ ‫نصفها بـ(سرديات الاستعادة)‬
‫السرد ليس هو القص‪ .‬وإذا كان‬ ‫تبغي توجيه الجنس السردي‬
‫نحو الحكاية‪ ،‬مدخل ًة إياها عنو ًة‬
‫القص متلف ًظا خياليًّا ُينتج‬ ‫أو يس ًرا في بنيته‪ ،‬تعبي ًرا عن أزمة‬
‫حكيًا‪ ،‬فإ ّن ال َّسرد فعل واقع ّي‬ ‫بلغتها رواية ما بعد الحداثة‪.‬‬
‫والسؤال هنا أليس ْت الحكاية‬
‫ينتج خطا ًبا‪ .‬ولا شك أ ّن‬ ‫نم ًطا عفا عليه الزمن‪ ،‬واشتغا ًل‬
‫التمثيل على الأول موجود في‬ ‫لا ينطوي على احتراف‪ ،‬كونه لا‬
‫يواكب ما بلغه الحبك من غايات‬
‫مرويات ال ّسرد القديم‪ ،‬أما‬
‫التمثيل على الثاني فموجود‬

‫في السرديات الحداثية‬

‫أحمد المدينى‬