Page 273 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 273

‫‪271‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

  ‫فلسفة عدوى الوعي والحريات‬                ‫المظاهرات العنيفة‪ ،‬التي اندلعت‬     ‫يفرض إعادة ترتيب الأوراق في‬
‫لدى الشعوب‪ ،‬ولا يتصور حاكم‪،‬‬                ‫بعد القانون الذي صدر لحماية‬      ‫مجموعة من القضايا التي تختص‬
                                         ‫القوى الأمنية البوليسية؛ سندرك‬
    ‫أو مدرسة في الحكم‪ ،‬أنه طالما‬           ‫قيمة الحرية عند الشعوب التي‬           ‫بالحريات وملفها الشائك في‬
   ‫يكفي شعبه من الناحية المادية‪،‬‬                                                                    ‫المنطقة‪.‬‬
   ‫ويغدق عليه‪ ،‬ويحقق له الأعلى‬                ‫اعتادت أن تعبِّر عن ر ْفضها‬
                                                ‫واستحسانها‪ ،‬لقد تص َّور‬           ‫‪ -‬تحدث أوباما عن القبضة‬
       ‫د ْخ ًل؛ أنه سيصمت للأبد‪.‬‬                                                  ‫الأمنية وتح ُّكمها في المجتمع‬
    ‫للإنسان متطلبات أخرى عدا‬              ‫الفرنسيون أن هذا القانون ُيحد‬     ‫المصري والعربي‪ ،‬وملاحظاته عن‬
  ‫الكفاية المادية يدركها في مراحل‬            ‫من الحريات‪ ،‬وخاصة حرية‬         ‫شوارع العاصمة الفارغة رغم أنها‬
     ‫حياته وتطوره‪ ،‬هناك الكفاية‬                 ‫التعبير والتظاهر‪ ،‬ويحمي‬       ‫تضم أكثر من ‪ 16‬مليون نسمة‪،‬‬
  ‫المعنوية؛ حيث الشعور بالكرامة‬                                                ‫واسترعى انتباهه قوة القبضة‬
‫والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص‪،‬‬          ‫البوليس على حساب كرامة الشعب‬           ‫الأمنية على الشعب وسيطرتها‪،‬‬
                                          ‫وأفراده وكيفية التعامل معه؛ لذا‬     ‫ولعلنا هنا نلحظ اختلاف أسس‬
     ‫ولعلنا نرى الآن أنه على كل‬           ‫كانت مظاهرات الرفض العنيفة‪.‬‬             ‫تفكير العقل الغربي وطبيعة‬
  ‫نظام حاكم في الدول العربية أن‬           ‫أكرر للمرة الثانية‪ ،‬إن الحضارة‬     ‫ثقافته عن العقل العربي وثقافته‪،‬‬
‫يستوعب هذه الدروس‪ ،‬متَّ ِخ ًذا من‬               ‫والوعي وحركة الشعوب‬            ‫فالأخير يبالغ في أمن الضيف‪،‬‬
 ‫العقلانية منه ًجا لتفكيره‪ ،‬ولنأخذ‬          ‫وتطورها لا تعود أب ًدا للوراء‪،‬‬    ‫لكن الظاهرة في النهاية لها دلالة‬
‫مثلا دولة (قطر)‪ ،‬سنجد أن هناك‬                ‫بل نتيجة للتقدم التكنولوجي‬       ‫واضحة التقطها أوباما؛ القبضة‬
                                           ‫أصبح العالم بالفعل كأنه قرية‬
     ‫أصوا ًتا معا ِرضة قد ارتفعت‬         ‫صغيرة‪ ،‬يعرف فيه كل شعب ما‬                     ‫الأمنية هي المسيطرة‪.‬‬
 ‫تندد بالسلطة والأسرة الحاكمة‪،‬‬          ‫يحدث لدى الشعوب الأخرى‪ ،‬وما‬            ‫عند مراقبة أوضاع الشارع في‬
 ‫رغم أن مواطني (قطر) يسجلون‬               ‫يستجد فيها‪ ،‬ولذا يتعين معرفة‬         ‫فرنسا الأيام الماضية‪ ،‬وصخب‬

   ‫أعلى معدل د ْخل عالمي للأفراد‪.‬‬                                                                      ‫خطاب اوباما في جامعة القاهرة‬
‫فاحتياجات البشر مادية ومعنوية‬

                           ‫م ًعا‪.‬‬
     ‫للأمريكان القدرة على معرفة‬
  ‫ما يو ُّدون‪ ،‬لكن دون أن يعرفوا‬
  ‫سياقها‪ ،‬أو يلِ ُّموا بأبعادها؛ ف ُهم‬
 ‫يوجهون تعليماتهم أو نصائحهم‬
   ‫الفوقية ثم ينزلون بعقوباتهم‪،‬‬
   ‫أو حروبهم‪ ،‬هذا بالرغم من أن‬
     ‫مجتمعهم ليس جنة الله على‬

                       ‫الأرض‪.‬‬
  ‫‪ -‬يتحدث أوباما في كتابه حول‬
‫الجيوش المح َّصنة ضد المساءلة في‬
 ‫المنطقة‪ ،‬ويشير لانعدام الشفافية‬
   ‫في معرفة ق ْدر ميزانيتها‪ ،‬وأنها‬

    ‫تلتهم الكثير من د ْخل الدول‪،‬‬
 ‫وأحسب أن احتقان إقليم الشرق‬

   ‫الأوسط الدائم في ظل الصراع‬
     ‫العربي الإسرائيلي ‪-‬الذي لم‬
      ‫تأخذ أمريكا فيه أب ًدا موق ًفا‬
   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277   278