Page 270 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 270

‫وضمت تلك الشريحة المكونة من‬                ‫الحضارة والوعي وحركة الشعوب‬
  ‫‪ ٣‬آلاف شخص من الحاضرين؛‬                  ‫وتطورها لا تعود للوراء‪ ،‬بل نتيجة‬
                                       ‫للتقدم التكنولوجي أصبح العالم كأنه‬
       ‫طلا ًبا جامعيين وصحفيين‬          ‫قرية صغيرة‪ ،‬يعرف فيه كل شعب ما‬
    ‫وعلماء وقادة منظمات نسائية‬       ‫يحدث لدى الشعوب الأخرى‪ ،‬وما يستجد‬
     ‫ونشطاء‪ ،‬وحتى بعض رجال‬           ‫فيها‪ ،‬ولذا يتعين معرفة فلسفة عدوى‬
  ‫الدين البارزين‪ ،‬ورمو ًزا بجماعة‬   ‫الوعي والحريات لدى الشعوب‪ ،‬ولا يتصور‬
   ‫الإخوان المسلمين‪ ،‬وساعد ذلك‬             ‫حاكم‪ ،‬أنه طالما يكفي شعبه من‬
   ‫التنوع على ج ْعل الحدث فري ًدا‪،‬‬   ‫الناحية المادية‪ ،‬ويحقق له الأعلى د ْخًل؛‬
 ‫وإيصاله إلى جمهور عالمي واسع‬
                                                              ‫أنه سيصمت للأبد!‬
               ‫ع ْبر التليفزيون”‪.‬‬
‫يقول الرئيس الأسبق إنه “بمجرد‬       ‫الشعب المصري يؤيد بقوة منهجه‬                           ‫بعض الأحيان‪.‬‬
                                                          ‫الحازم”‪.‬‬         ‫ووصف أوباما الرئيس المصري‬
    ‫أن صعد ُت إلى المنصة وألقيت‬
      ‫التحية الإسلامية‪ ،‬استجاب‬           ‫وقال‪“ :‬لقد ترك لد َّي انطبا ًعا‬      ‫الراحل مبارك بأنه “لم يكلف‬
      ‫الجمهور‪ ،‬كنت حري ًصا على‬         ‫عن الحكام المستبدين المسنين‪،‬‬        ‫نفسه عناء إصلاح اقتصاد بلاده‬
      ‫توضيح أنه لا يوجد خطاب‬                                               ‫الراكد‪ ،‬والذي ترك الآن جي ًل من‬
                                          ‫الذين أغلقوا على أنفسهم فى‬
  ‫واحد سيحل المشاكل الراسخة‪..‬‬         ‫القصور‪ ،‬كل تعاملهم من خلال‬              ‫الشباب المصري الساخط غير‬
       ‫لكن مع استمرار الهتافات‬      ‫الموظفين المتجهمين الذين يحيطون‬           ‫القادر على العثور على عمل”‪.‬‬

 ‫والتصفيق والتأييد لحديثي حول‬            ‫بهم‪ ،‬أصبحوا لا يميزون بين‬               ‫وقال عن الرئيس الأسبق‬
   ‫الديمقراطية‪ ،‬وحقوق الإنسان‪،‬‬        ‫اهتماماتهم الشخصية ومصالح‬                ‫مبارك‪“ :‬بعد أن تحدث ُت معه‬
                                       ‫دولهم‪ ،‬وأفعالهم لا يحكمها أي‬          ‫عن الاقتصاد المصري‪ ،‬وطلب ُت‬
 ‫وحقوق المرأة‪ ،‬والتسامح الدينى‪،‬‬      ‫غرض بخلاف الحفاظ على شبكة‬                ‫اقتراحات حول كيفية تنشيط‬
       ‫والحاجة إلى سلام حقيقى‬       ‫متشابكة من المحسوبية والمصالح‬         ‫عملية السلام العربية الإسرائيلية‪،‬‬
                                    ‫التجارية التي أبقتهم في السلطة”‪.‬‬       ‫وأ َث ْر ُت موضوع حقوق الإنسان‪،‬‬
   ‫ودائم بين إسرائيل آمنة ودولة‬        ‫وعن خطابه في جامعة القاهرة‬             ‫واقترحت خطوات قد يتخذها‬
     ‫فلسطينية مستقلة؛ استطعت‬          ‫قال أوباما‪“ :‬ياله من تنا ُقض ما‬     ‫للإفراج عن السجناء السياسيين‪،‬‬
    ‫حينها أن أتخيل بدايات شرق‬         ‫بين الشوارع الفارغة‪ ،‬والذهاب‬          ‫وتخفيف القيود على الصحافة‪..‬‬
                  ‫أوسط جديد”‪.‬‬       ‫إلى القاعة الكبرى بجامعة القاهرة‬        ‫تح َّدث مبارك بالإنجليزية بلكنة‬
       ‫كانت تلك اللحظة التي تنبأ‬                                                ‫مصرية لكنها مقبولة‪ ،‬لكنه‬
                                                   ‫المكتظة بالناس”‪.‬‬           ‫صرف مخاوفي بأدب‪ ،‬وأصر‬
   ‫فيها أوباما بشيء يشبه الربيع‬     ‫وتابع‪“ :‬لقد ضغطنا على الحكومة‬          ‫على أن أجهزته الأمنية تستهدف‬
  ‫العربي‪ ،‬فيقول في مذكراته‪“ :‬في‬                                             ‫المتطرفين الإسلاميين فقط‪ ،‬وأن‬
  ‫تلك اللحظة‪ ،‬لم يكن من الصعب‬             ‫لإلقاء خطابي أمام شريحة‬
                                         ‫واسعة من المجتمع المصري‪،‬‬
      ‫تص ُّور واقع بديل يقوم فيه‬
     ‫الشباب في تلك القاعة بإقامة‬
 ‫مشروعات وبناء مدارس جديدة‪،‬‬
‫وقيادة حكومات مستجيبة وفعالة‪،‬‬
  ‫والبدء في إعادة تصور إيمانهم‪،‬‬
‫ربما تم َّكن المسؤولون الحكوميون‬
   ‫رفيعو المستوى ‪-‬الذين جلسوا‬
  ‫في الصف الثالث متجهمين‪ -‬أن‬
  ‫يتخيلوا أي ًضا تلك الصورة التي‬

                   ‫تخيلتها أنا”‪.‬‬
   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275