Page 144 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 144

‫العـدد ‪27‬‬                      ‫‪142‬‬

                                 ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

                                 ‫الفصل الأول‬
                                 ‫نادي السلاح‬

  ‫خمسة عقدوا اجتما ًعا عا ًّما‬    ‫مدافعهم الهاون‪ ،‬والهاوتزر‬              ‫أثناء الحرب الأهلية‬
    ‫وأسسوا ناد ًيا‪ .‬وعلى هذا‬     ‫ليست سوى مسدسات جيب‬                  ‫الأمريكية‪ ،‬تأسس ‪-‬فى‬
                                                                      ‫مدينة بالتيمور بولاية‬
‫المنوال‪ ،‬تأسس نادي السلاح‬            ‫إذا ما قورنت بالمحركات‬         ‫ماريلاند‪ -‬نا ٍد نال شهر ًة‬
  ‫في غضون شهر‪ ،‬وبلغ عدد‬            ‫الهائلة للمدفعية الأمريكية‪.‬‬   ‫واسعة‪ .‬فلاريب‪ ،‬أن الغريزة‬
‫أعضائه ‪ 1833‬عض ًوا عام ًل‪،‬‬        ‫ولا عجب في ذلك‪ ،‬فاليانكيز‬       ‫العسكرية قد أثرت الشغف‬
    ‫و‪ 30571‬عض ًوا منتسبًا‪،‬‬                                             ‫عند هؤلاء الناس؛ من‬
                                    ‫ميكانيكيون‪ ،‬ومهندسون‬           ‫أصحاب السفن‪ ،‬والتجار‪،‬‬
‫وكان لزا ًما على كل من يرغب‬        ‫بالفطرة مثل الإيطاليين في‬       ‫والميكانيكيين‪ .‬حيث قلدوا‬
 ‫في الانضمام إلى هذا النادي‬       ‫الموسيقى‪ ،‬والألمان فى علوم‬       ‫أنفسهم كقادة وجنرالات‪،‬‬
 ‫أن يكون على دراية بتصميم‬         ‫ما وراء الطبيعة‪ .‬لذلك ليس‬           ‫دون الالتحاق بالكليات‬
 ‫الأسلحة‪ ،‬والمدافع‪ ،‬وفي حالة‬       ‫هناك ما يدعو للدهشة من‬            ‫العسكرية‪ .‬وسرعان ما‬
    ‫الإخفاق في تصميم مدفع‬                                       ‫تفوقوا على نظرائهم في القارة‬
    ‫يتم تصميم سلاح ناري‪،‬‬             ‫براعتهم في علم المدفعية‪.‬‬   ‫الأوروبية محققين انتصارات‬
 ‫غير أن مخترعي المسدسات‬               ‫ولعل الشاهد على ذلك‪،‬‬        ‫لا ُيشق لها غبار‪ ،‬بفضل ما‬
         ‫والأسلحة البسيطة؛‬                                         ‫أنفقوا من مبالغ باهظة في‬
      ‫كانوا يلقون قد ًرا قلي ًل‬    ‫مدافع الباروت‪ ،‬وداغلرين‪،‬‬
    ‫من الاهتمام‪ ،‬في حين أن‬             ‫ورودمان التي تفوقت‬                   ‫الرجال والعتاد‪.‬‬
 ‫مخترعي المدافع كانت تؤول‬                                           ‫والحقيقة أن المجال الذي‬
                                     ‫على مدافع أرمسترونج‪،‬‬         ‫كان فيه السبق للعسكريين‬
‫إليهم زمام القيادة‪ .‬فالصدارة‬      ‫وباليسير‪ ،‬وبوليو قبل فترة‬      ‫الأمريكيين هو علم المدفعية‪،‬‬
     ‫لمن سلاحه أثقل صن ًعا‪،‬‬
     ‫وأكبر فت ًكا‪ ،‬وأبعد م ًدى‪.‬‬     ‫التنافس‪ ،‬وسباق التسلح‬               ‫حيث بلغت مدافعهم‪،‬‬
    ‫وبمجرد تأسيس النادي‪،‬‬               ‫الأمريكي‪ -‬الأوروبي‪.‬‬         ‫ومقذوفاتهم من الكمال ما‬
     ‫رأينا ثمار عبقرية أولئك‬                                       ‫لم يصل إليه غيرهم‪ .‬فعلى‬
       ‫الأمريكان‪ ،‬حيث نالت‬         ‫ولعل ما يميز الأمريكيين‪،‬‬        ‫الرغم من تفوق الإنجليز‪،‬‬
    ‫أسلحتهم العسكرية قد ًرا‬         ‫براعتهم في تنظيم الأمور‪،‬‬       ‫والفرنسيين‪ ،‬والبروسيين‬
    ‫هائ ًل‪ ،‬واجتازت قذائفهم‬      ‫فعندما تخاطر أحدهم فكرة‪،‬‬
                                 ‫يبحث على الفور عن أمريكي‬            ‫في فنون إطلاق النيران‪،‬‬
  ‫الأفق‪ ،‬والحدود المسموحة‪.‬‬           ‫آخر لتنفيذها‪ ،‬وإذا كانوا‬        ‫وقذف الخنادق‪َ ،‬ب ْي َد أن‪،‬‬
   ‫ولسوء الحظ كانت أحيا ًنا‬
                                      ‫ثلاثة بادروا إلى تعيين‬
                                    ‫أحدهم رئي ًسا‪ ،‬والآخرين‬
                                 ‫سكرتيرين‪ ،‬وإذا كانوا أربعة‬
                                  ‫أنشأوا شركة‪ ،‬أما إذا كانوا‬
   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149