Page 256 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 256
العـدد 27 254
مارس ٢٠٢1
فيها الكثير من القصائد التي كانت تحفظ الكثير منه .وصف
نكتفي منها بهذين البيتين: أمير الشعراء سيدة الصالون
يا م ّي بين الأقلام والكتب بالأبيات التالية:
أسائل نفسي عما سباني،
كالشمس بين الأقمار والشهب
أحييت عهد القريض والأ َد ِب َأ ُحس ُن الخلق أم حسن البيان؟
ج َّد ْد ِت للعص ِر رونق العرب رأيت تنافس ال ُح ْسنين فيها
كأنهما لمية عاشقان،
(سلمى الكزبري ،1982 ،ص)19 إذا نط َق ْت صبا عقلي إليها،
تناولنا في جزء سابق علاقة
الكاتب الكبير عباس محمود وإن َب َس َمت إلى صبا جنان ِي،
وما أدري أتبسم عن حني ِن
العقاد بسيدة الصالون ،ونكتفي
الآن بالقول بأنه قد كتب في حب إلي بقلبها ،أم عن حنان
م ّي والإعجاب بها عدة قصائد، أم أن شبابها راث لشيبي،
وما أدهى زماني من كياني!
نقتطف من آخرها ،التي كتبها (كزبري ،1987 ،المجلد ،1
في رثاء صديقة العمر وسيدة
ص)303
الصالون: أما الشاعر الكبير إسماعيل
سائلوا النخبة من رهط الندى صبري ،الذي أوكلت إليه م ّي
أين م ّي؟ هل علمتم أين م ّي؟ زيادة رئاسة جلسات الصالون
الحديث الحلو ،واللحن الشج ّي في باكورة أيامه ،وتعلمت منه
والجبين الح ّر ،والوجه السني وعنه الكثير ،فقد عبّر عن
اشتياقه لرؤية م ّي وحضور
أين و ّل كوكباه؟ أين غاب؟ مجلسها الأثير ،بأجمل ما قيل
كان الشاعر الكبير خليل مطران
في وصف الصالون:
( )1949 -1872من أهم روحي على بعض دور الحي
رواد صالون م ّي ،وكان من
أوائل مكتشفي نبوغها الأدبي، هائمة
فامتدح أول ديوان لها باللغة كظامئ الطير تواق إلى الماء
الفرنسية ،وكتب عنها وهي إن لم أمتّع بم ّي ناظري غ ًدا
تخطو خطواتها الأولى في عالم
الأدب والصحافة ،بل وكتب فيها أفكرت صبحك يا يوم
قصيدة نشرت بمجلة «الهلال» الثلاثاء.
سنة ،1928أطلق عليها «إيزيس
أو الحسن الخالد» ،مقار ًنا بين (جميل جبر ،1953 ،ص)63
الأديبة العربية ،وإيزيس الإلهة أكن ول ّي الدين يكن -سليل
الأسطورية عند الفراعنة. الأسرة الأرستقراطية
ويقول مطران ،ممتد ًحا م ّي، وأحد نجوم صالون
ومفتخ ًرا بأصولها الشامية: الثلاثاء -إعجا ًبا كاد
أن يتعدى حدود
بلاد الشام التي لم تزل الإعجاب للحب
بلاد النوابع والأنبياء والوله،
وكتب
ففي سفح لبنان حورية
تفنن مبدعها ما يشاء