Page 260 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 260
العـدد 27 258
مارس ٢٠٢1
السيد دو ًرا رياد ًّيا على الرغم جيل الرواد من أمثال رفاعة الشك الفلسفي الفرنسي لرينيه
من معارضة قوات الاحتلال الطهطاوي ،الذي أبدى اعجا ًبا ديكارت إلى قراء العربية ،بل
من جهة ،ودعاة التخلف باسم بالمكانة المتميزة التي كانت المرأة وتجاوز ذلك إلى تطبيق هذا
الدين من جهة أخرى ،في قبول
المتفوقات والحاقهن بالدراسة الفرنسية قد حصلت عليها، المنهج على الكثير من دراساته.
وقدرتها على الإنجاز والمساهمة وعرفت الحضارة العربية لأول
الجامعية. في نهضة أمتها تما ًما مثل الرجل.
أما عميد الأدب العربي طه وقد نادى الطهطاوي بضرورة مرة عيون الأدب المسرحي
حسين ،فبجانب مساندته الفرنسي عن طريق طه حسين،
لجهود هدى شعراوي في إلحاق تعليم المرأة وشاركه في تلك
المتفوقات بالدراسة الثانوية الدعوة علي مبارك ،وبدأ محمد الذي لعب دو ًرا حيو ًّيا في
بالتعليم الجامعي ،فقد وافقها التعريف بأهم فلاسفة الغرب في
وساندها في إرسال الكثير عليّ بالفعل في إنشاء مدارس
من المتفوقات منهن لاستكمال لتعليم الفتيات ،على الرغم من كتابه «قادة الفكر».
دراستهن الجامعية والحصول أما شبلي شميل فكان أول من
على درجات عليا كالماجستير الهجوم البربري على قاسم ترجم ونشر نظريات تشارلز
والدكتوراة بفرنسا وإنجلترا. أمين عند صدور أهم مرجعين داروين في النشوء والتطور،
وقد استغلت م ّي بذكائها المتقد وتبعه في ذلك سلامة موسى
كناقدة أدبية من أهم كاتبات للمناداة بحرية المرأة ،وهما الذي ساهم عن طريق الترجمة
العصر ،في إحياء تراث أدبي كتابيه «تحرير المرأة» (،)1899 في نشر الفكر الاشتراكي .وكان
نسوي ،حين أتمت دراستها و»المرأة الجديدة» ( .)1900وأيد للترجمة أثر كبير في تطور فكر
الرائدة بعنوان «باحثة البادية»، أعظم معاصري قاسم أمين تلك عباس محمود العقاد الذي ألف
وكانت الموضوع الأساسي لعدة الدعوة ،وكان على رأسهم الشيخ مدرسة نقدية عرفت بمدرسة
جلسات من أمسيات الصالون.
وأضفت م ّي لدراستها الأصيلة محمد عبده وفتحي زغلول، «الديوان» ،متأث ًرا بكتابات
عن الباحثة ،دراسات عدة بالإضافة إلى أستاذ الجيل أحمد صامويل كولريدج وويليام
لرائدات الأدب الغربي وألحقتها ويردزورث ،وألف كتا ًبا ها ًّما
بدراستها النقدية لشعر عائشة لطفي السيد ،ضيف شرف بالعربية عن الشاعر ويليام
التيمورية ،تلته بدراسة آثار صالون م ّي زيادة المميز. شيكسبير وأعماله المسرحية.
لعب صالون م ّي ،إ ًذا ،دو ًرا
وردة اليازجي. كانت م ّي زيادة بالطبع إحدى رياد ًّيا في إثراء التلاقح ما بين
ليس غريبًا ،إ ًذا ،أن الكثير من رائدات الحركة النسائية العربية، قادة الفكر الغربي ورواد الفكر
رواد صالون م ّي زيادة أطلقوا إلى جانب هدى شعراوي وباحثة العربي ،الذين أثروا مجالس
على سيدة الصالون لقب «خنساء صالون م ّي ،وشاركوا في خلق
البادية ،اللتان شرفتا الصالون وع ّي عرب ّي عالم ّي قادر على فهم
العصر الحديث». ومثلتا المرأة الجديدة ،التي حلم شتى حضارات العالم المعاصر
بها قاسم أمين ،كما اشتركن في
الخاتمة إحياء ذكراه ،واستكملن دعوته والتفاهم معها.
دزاياهدمة إتث ارلموفاصةائوالبديواهلاُخمُطمابترمت ّيب نظر ًّيا وعمليًّا. ( )6حركة التحرير
عليه استحالة إقامة الصالون، ودعت الرائدات الثلاث ،ونجحن النسائية وصالون م ّي
إلى درجة كبيرة ،في زيادة ارتبطت النهضة العربية منذ
المدارس والمعاهد المخصصة بداياتها الأولى بإشكالية حقوق
المرأة ،وقد تناول هذه القضية
للفتيات ،كما حاضرت كل
منهن بجامعة القاهرة ،والكثير
من مدارس الفتيات الثانوية،
لتشجيع الفتيات لتحقيق ذاتهن،
واستكشاف طاقاتهن عن طريق
العلم .وقد لعب أحمد لطفي