Page 253 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 253

‫‪251‬‬                  ‫ثقافات وفنون‬

                     ‫شخصيات‬

                                                                              ‫النهضة العربية خلال عشرين‬
                                                                            ‫عا ًما‪ ،‬وتمثلت مجتمع ًة في تعريف‬

                                                                                ‫الحضارة العربية والمصرية‬
                                                                                                ‫المعاصرة‪.‬‬

                                                                            ‫(‪ )2‬أعمدة الصالون‬

‫رفاعة رافع الطهطاوي‬  ‫عباس محمود العقاد‬  ‫طه حسين‬                                  ‫كان طه حسين‪ ،‬عميد الأدب‬
                                                                               ‫العربي‪ ،‬من أهم رواد صالون‬
‫مثي ًل من قبل‪ .‬وقد ساهم بنصيب‬             ‫زيادة‪ .‬ولعل الكاتب الكبير كان‬       ‫م ّي‪ ،‬ومن القلائل ممن حرصوا‬
‫وافر في نشأة الصحف والمجلات‬                  ‫يؤمل في رأب الصدع بينهما‬        ‫على زيارته والمشاركة الفعالة في‬
 ‫المصرية وتطورها‪ ،‬عدد كبير من‬                ‫في المستقبل‪ ،‬قبل أن توافيها‬      ‫كل مساجلاته ومناقشاته طوال‬
                                                                             ‫عشرين عا ًما‪ .‬وكان أول تعارف‬
   ‫كتاب ومفكري سوريا ولبنان‪.‬‬              ‫المنية‪ ،‬وهي لم تتجاوز الخامسة‬      ‫بين عميد الأدب وم ّي‪ ،‬إثر إلقائها‬
  ‫ومن أبرز أولئك المفكرين الذين‬                             ‫والخمسين‪.‬‬         ‫كلمة جبران خليل جبران خلال‬
  ‫أسسوا لحضارة عربية مستقلة‬                                                 ‫حفل تكريم خليل مطران (‪.)1913‬‬
 ‫حديثة‪ ،‬الدكتور يعقوب صروف‬              ‫نعى عميد الأدب العربي‪ ،‬في حفل‬          ‫وقد قارن عميد الأدب صالون‬
                                          ‫تأبين م ّي زيادة الذي أقامته لها‬   ‫م ّي بمجلس الأميرة نازلي‪ ،‬قائ ًل‬
              ‫(‪.)1927 -1852‬‬                ‫السيدة هدى شعراوي‪ ،‬واص ًفا‬       ‫إن مجلس الثانية كان أرستقراطيًّا‬
     ‫لعب صروف دو ًرا حيو ًّيا في‬                                            ‫بحتًا‪ ،‬لا يرتاده سوى علية القوم‪،‬‬
      ‫الإشراف على جهود م ّي في‬                ‫سيدة الصالون بأنها كانت‬        ‫ذوي المراكز المرموقة‪ ،‬كالوزراء‪،‬‬
‫خطواتها الأولى في عالم الصحافة‪،‬‬           ‫مثا ًل «لبداوة البادية‪ ،‬وحضارة‬         ‫وأبناء الذوات أصحاب المقام‬
     ‫وكان عنص ًرا ها ًّما بجلسات‬         ‫الحاضرة‪ ،‬وثقافة العرب القدماء‪،‬‬         ‫الممتاز‪ .‬وقد فضل طه حسين‬
  ‫صالونها‪ ،‬إلى أن توفاه الله عام‬           ‫وثقافة المحدثين والأوروبيين‪،‬‬         ‫صالون م ّي‪ ،‬واص ًفا إياه بأنه‬
     ‫‪ .1927‬وتخرج صروف من‬                   ‫وكل ما يتمنى المثقف أن يصل‬
      ‫الجامعة الأمريكية ببيروت‪،‬‬           ‫إليه»‪( .‬سلمى الكزبري‪،1987 ،‬‬             ‫أكثر ديمقراطية‪ ،‬أو «قل إنه‬
  ‫متخص ًصا في الرياضيات وعلم‬                                                   ‫كان مفتو ًحا‪ ،‬لا يرد عنه الذين‬
  ‫الفلك والفلسفة‪ ،‬مما أضفى على‬                ‫المجلد ‪ ،2‬ص‪)455 -453‬‬            ‫لم يبلغوا المقام الممتاز في البلاد‬
 ‫مقالاته طاب ًعا علميًّا رصينًا‪ ،‬لعله‬
 ‫من أوائل من أدخله إلى الصحافة‬                   ‫***‬                             ‫المصرية» (منى تيم‪،2010 ،‬‬
                                                                                              ‫ص‪.)41 -40‬‬
                       ‫العربية‪.‬‬              ‫كان من أهم عوامل النهضة‬
     ‫رأت م ّي في صداقة الدكتور‬              ‫الفكرية بمصر‪ ،‬مركز اشعاع‬              ‫وقد أسف طه حسين حين‬
‫صروف معل ًما ورائ ًدا طالما اقتدت‬          ‫الفكر الحداثي العربي‪ ،‬إزدهار‬     ‫رفضت م ّي مقابلته بعد أن عادت‬
                                        ‫الصحافة بشكل لم يعهد العرب له‬
                                                                               ‫من رحلتها المأساوية وإقامتها‬
                                                                            ‫الجبرية بمستشفى «العصفورية»‬

                                                                              ‫بلبنان‪ ،‬معللة بأنه كان قد تخلى‬
                                                                               ‫عنها في أحلك اللحظات‪ .‬وأدرك‬

                                                                                  ‫طه حسين‪ ،‬بحسه المرهف‪،‬‬
                                                                            ‫التشابه بين مأساة أستاذه شاعر‬

                                                                               ‫المعرة‪ ،‬وم ّي زيادة‪ ،‬عند فقدان‬
                                                                                ‫الأول لأمه‪ ،‬ووفاة والد ّي م ّي‬
   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258