Page 213 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 213

‫حول العالم ‪2 1 1‬‬

  ‫المناظرة وعروض المسرح‪،‬‬          ‫‪ .Pablo Neruda‬لم يقبل‬            ‫جنسيَّة‪ ،‬متحد ًيا أعراف‬
‫ولكن حريقين كبيرين أض َّرا‬         ‫على شعر ويتمان بشغف‬              ‫وتقاليد العصر‪ .‬رفض‬
‫ضر ًرا بال ًغا بصناعة الطباعة‬    ‫أبناء جلدته فحسب‪ ،‬بل إن‬        ‫ويتمان تقاليد تقطيع أبيات‬
‫وأجبراه على اللحاق بأسرته‪.‬‬        ‫حضوره ما زال طاغيًا في‬         ‫الشعر ‪ scansion‬وارتقى‬
                                                                  ‫بالأسلوب وابتكر الشكل‬
  ‫عمل ويتمان بالتدريس في‬               ‫شتى أصقاع العالم‪.‬‬       ‫الذي أصبح ُيعرف فيما بعد‬
‫مدارس الأرياف وفي البلدات‬            ‫ُولد ويتمان في الواحد‬      ‫بالشعر الحر ‪،free verse‬‬
                                   ‫والثلاثين من مارس عام‬          ‫كما تبنى استخدام نطاق‬
    ‫الصغيرة في لونج أيلاند‬            ‫‪ 1819‬في ويست هيلز‬        ‫أوسع للمفردات اللغوية بما‬
 ‫لمدة خمس سنوات‪ ،‬تخللتها‬          ‫بلونج أيلاند (نيويورك)‪،‬‬     ‫فتح آفا ًقا أكثر رحابة للتعبير‬
 ‫فترات انقطاع عن التدريس‬         ‫وقد كان ترتيبه الثاني من‬           ‫عن التجربة الإنسانية‪.‬‬
 ‫لتاسيس صحيفته الخاصة‬              ‫بين ثمانية أولاد لوالدته‬         ‫احتفي ويتمان ‪-‬شاعر‬
‫عام ‪ ،1838‬وللعمل بصحيفة‬            ‫لويزا فان فيلزر ‪Louisa‬‬         ‫الديمقراطية‪ -‬بإمكانيات‬
                                ‫‪ ،Van Velsor‬ووالده والتر‬        ‫وطاقات الفرد الربانية‪ ،‬كما‬
      ‫أخرى في لونج أيلاند‪.‬‬      ‫ويتمان ‪،walter Whitman‬‬        ‫احتفى بوصفه شاعر الحضر‬
‫قبيل عامه الواحد والعشرين‬      ‫اللذين كانا ينتميان إلى طائفة‬       ‫بالمدن الكبرى؛ مناظرها‬
 ‫نفض ويتمان يده من العمل‬        ‫الكوكرز الدينية (المرتجفون‬         ‫وأصواتها وما تضج به‬
                               ‫أو‪ .)Quakers‬في عام ‪1823‬‬          ‫الحواضر الكبرى من طاقة‬
 ‫بالتدريس وعاد إلى منهاتن‬          ‫قرر والد ويتمان المزارع‬       ‫متفجرة‪ .‬وقد قال ويتمان‬
   ‫ليشرع في العمل بجريدة‬        ‫الذي تحول لامتهان النجارة‬      ‫في مقدمته لطبعة ‪ 1855‬من‬
     ‫ذا نيو ورلد ‪The New‬‬       ‫أن يتجه بعائلته إلى بروكلين‬      ‫«أوراق العشب»‪ :‬إن «دليل‬
                               ‫مستغ ًل ما كان يحدث وقتها‬          ‫شعرية الشاعر هو إقبال‬
  ‫‪ World‬الأدبية الأسبوعية‪،‬‬     ‫من رواج لأعمال البناء‪ .‬كانت‬        ‫بلاده على شعره تتشربه‬
‫ثم لم يلبث أن أصبح محر ًرا‬      ‫بروكلين في ذلك الوقت بلدة‬      ‫بنفس الشغف الذي يتشرب‬
                                 ‫صغيرة في الجانب الغربي‬           ‫فيه الشاعر روح بلاده»‪،‬‬
    ‫لجريدة أورورا ‪Aurora‬‬           ‫الأكثر تحض ًرا من لونج‬     ‫وليس هناك ما هو أكثر دلالة‬
  ‫بمنهاتن‪ .‬كما مارس العمل‬       ‫أيلاند‪ .‬ترك ويتمان المدرسة‬      ‫على نفوذ ويتمان من الأثر‬
  ‫السياسي بإلقاء الخطب في‬         ‫في سن الثانية عشرة وما‬       ‫الذي تركه على من خلفه من‬
‫تجمعات الحزب الديمقراطي‪،‬‬        ‫لبث أن وجد عم ًل في مطبعة‬        ‫الشعراء مثل هارت كراين‬
                                    ‫إحدى الصحف‪ ،‬وعندما‬          ‫‪ Hart Crane‬ولانجستون‬
    ‫وبالكتابة في صحيفة ذا‬           ‫اتجهت عائلته شر ًقا في‬    ‫هيوز ‪Langstone Hughes‬‬
  ‫ديموكراتيك ريفيو التابعة‬         ‫لونج أيلاند بقي ويتمان‬         ‫وروبرت لاويل ‪Robert‬‬
                                   ‫بمفرده في بروكلين‪ .‬وفي‬           ‫‪ ..Lowell‬وغيرهم من‬
        ‫للحزب الديمقراطي‪.‬‬      ‫سني حداثته شارك بمقالات‬           ‫الشعراء ممن لاحصر لهم‬
   ‫مع اندلاع الحرب الأهلية‬          ‫في إحدى أفضل صحف‬            ‫ولا عدد‪ ،‬بمن فيهم الشاعر‬
                                     ‫منهاتن وهي جريدة ذا‬          ‫الإسباني الكبير فيدركو‬
     ‫شرع ويتمان في زيارة‬        ‫ميرور ‪ ،The Mirror‬وكثي ًرا‬       ‫جارسيا لوركا ‪Federico‬‬
    ‫الجرحي والقيام بأعمال‬          ‫ما كان ويتمان يعبر نهر‬         ‫‪ ،Garcia Lorca‬وشاعر‬
  ‫التمريض‪ .‬وقد بدأ مزاولة‬       ‫إيست ريفر من بروكلين إلى‬        ‫تشيلي الأشهر بابلو نيرودا‬
                                  ‫منهاتن لحضور جماعات‬
      ‫هذا النشاط في مشافي‬
  ‫نيويورك‪ ،‬ولكن بعد زيارة‬

      ‫قام بها لأخيه الجريح‬
   ‫جورج في أحد معسكرات‬

     ‫الجيش بفرجينيا انتقل‬
  ‫ويتمان إلى واشنطن حيث‬
 ‫مارس التمريض في المشافي‬
‫العسكرية الضخمة المقامة في‬
‫العراء‪ ،‬وقد كان لهذه الفترة‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218