Page 124 - مسيلة للدموع
P. 124

‫انتهت الحاجة سلوى من صلاتها‪ ،‬ه َّمت واقفة لتصلي ركعتين أُخريين‪ ،‬لكنها استغربت جلوس تالا إلى‬
                                                                         ‫جانبها على غير المعتاد‪ ،‬فسألتها‪:‬‬
                                                                       ‫‪ -‬ماذا ب ِك يا تالا؟ هل هناك شيء؟‬

                                        ‫أجابتها تالا‪ ،‬والخوف يعتريها‪،‬وهي تبتلع لعابها بين كل الكلمة والكلمة‪:‬‬
                                                                  ‫‪ -‬ألم تسمعي صوتا غريبا يا خالة سلوى؟‬

                                         ‫‪ -‬لم أسمع شيئا يا ابنتي‪ ،‬ماذا كان ذلك الصوت الذي تتحدثين عنه؟‬

                                            ‫‪ -‬لا أعرف‪ ،‬لكنه صوت غريب‪ ،‬كشيء يتحرك أو يح ّك الأرض‪.‬‬

                                                                            ‫ضحكت الحاجة سلوى‪ ،‬وقالت‪:‬‬
                ‫‪ -‬لعّلك تتوهمين يا تالا‪ ،‬نامي‪ ،‬ولا تفكري بشيء‪ ،‬ماذا يمكن أن يكون؟ وحش أو عفريت مثلا؟!‬

                                       ‫‪ -‬حسنا‪ ،‬فلنسكت عن الكلام لحظة؛لعَّلنا نسمع ذلك الصوت من جديد‪.‬‬

                                           ‫صمتا قليلا‪ .‬لم يكن هناك أي صوت‪ .‬قالت الحاجة سلوى ُمطمِئنة‪:‬‬
                                                             ‫‪ -‬أ أريتي؟ ليس هناك شيء‪ ،‬أن ِت فقط تتوهمين‪.‬‬

       ‫وفجأة ظهر الصوت من جديد‪ ،‬وبجلوسهما على الأرض لمحتا شيئا يتحرك تحت السرير‪ ،‬لم يكن الضوء‬
       ‫قويا لكي يتضح تحديدا ما هذا الشيء‪ .‬أمسكت تالا بيد الحاجة سلوى بشدة‪ ،‬واقتربتا قليلا‪ ،‬فصرخت تالا‬

                                                                                           ‫ص ارخا هاد ار‪..‬‬
                                                                     ‫ظهر من تحت السرير ثعبان أو حَّية!!‬

                                              ‫************‬

       ‫تعددت الأقاويل في تفسير كيف وصلت الثعابين إلى الزنازين‪ ،‬فقيل إن حديقة السجن قد ش ّب فيها حريق‬
       ‫مما دفع الثعابين والأفاعي التي كانت تختبئ في الأشجار بأن تغادرها بعدما احترقت‪ ،‬وتسللت إلى‬

                                                                 ‫الزنازين عبر الفتحات‪ ،‬والثقوب‪ ،‬والمخابئ‪.‬‬

‫‪124‬‬

                                                                                             ‫مسيلة للدموع‬
   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128   129