Page 127 - مسيلة للدموع
P. 127
قالت أم آسر:
-أعطتني أم محمد هذه الُوريقة ،قالت لي إنها هدية من محمد إليك.
اعتلت بسمة كبيرة وجه آسر ،وقال بفرحة عارمة:
-حقا؟!ومن أين عرف محمد بأني سأكتب كتابي؟
-أنا أخبرت أمه ،وأمه أخبرته.
-أخبريها إذن بأن تخبره بأنه أول المدعّوين ل ُعرسي الذي سأقيمه عندما أخرج من هنا ،إن شاء الله.
************
ازداد التصفيق ،والهتاف ،والفرح ،وبين كل الضجيج القائم آسر وحورية واقفان تتلاحم يداهما ،وكأنها
يدواحدة ُبترت من قبل وما إن التقيا حتى التحمت ،وتجانست ،وعادت يدا واحدة من جديد ،والتأََم ال ُجرح.
كانت اليدان تتشبثان ،وكأن دقائق الزيارة عمر طويل..
تشُّبث يلغي فكرة الِف ارق؛ فقد َطب َع بصماته على يدها ،وطبعت بصماتها على يده ،وانتهى الأمر!
قال لها آسر:
-عندما أخرج -إن شاء الله -سنقيم ُعرسا كبي ار ،سيحضر كل من نحب ،ومن لم يستطع أن يأتي إلى
هنا ويشاركنا الفرح.
ردت حورية:
-كم عمرك؟
ابتسم آسر مستغربا السؤال ،وقال:
-عمري كعمرك 23 ،سنة.
-أضف إلى عمرنا حكم التأبيدة ،سيكون حينها 48عاما ،وعندما تخرج ستجدني في انتظارك بفستان
أبيض جميل ،وُنقيم ُعرسا كبي ار وسط الطبيعة والطيور ،ويحضر الحفل كل الناس.
127
مسيلة للدموع