Page 131 - مسيلة للدموع
P. 131
أكمل العجوز حديثه قائلا:
-يا ُبني ،إننا قد ُنسينا داخل السجون ،وُدفّنا تحت أتربة المعتقل ،فلتجعلوا أنتم السجون تُنسي! ...
أخذه عسكري من يده ،ثم رحل إلى مصيره المجهول.
************
ُسمح للأهالي بالدخول إلى قاعة المحكمة ،اصط ّف المعتقلون داخل قفص الاتهام ،واصط ّف القضاة.وبعد
م ارفعات ومداولات ودفاعات كلها -بطبيعة الحال -عديمة الفائدة؛ فالأوامر التي تُعطى للقضاة قاطعة
التنفيذ ،وقد أُِمَر القاضي اليوم بأن يحكم بالب ارءة.
هّلل أهالي المعتقلين صياحا ،وتكبي ار ،وزغاريَد ،الجميع يعانق الجميع،يعرفهم كان أو لا يعرفهم ،عانقت
حورية أم آسر وفاطمة ،والص ارخ ينطلق سعيدا بتلقائية.
كلمات غير مفهومة تتطاير هنا وهناك ،لا تفهم منها شيئا غير تعابير السعادة ،تفَتّحت أبواب الأحلام من
جديد ،وآما ٌل كانت ُمعلقة هبطت على القلوب؛ لتد ّب فيها الأمل ،وتنهي عناءها وسهرها ،وتنتصر في
غزوة الأح از ِن انتصا ار ُمبينا.
131
مسيلة للدموع