Page 135 - مسيلة للدموع
P. 135
كانت حورية وفاطمة في غرفة فاطمة ،حيث الم آرة الكبيرة ،والإضاءة الساطعة اللتان تتيحانلحورية أن
تجرب ارتداء الفستان؛ ليظهر بأجمل ما يكون.
كانت الأم تنتظر في صالة المنزل الخارجية ،لم تسمح لها الفتاتان بأن تدخل إلى الغرفة حتى ترتدي
حورية الفستان وتخرج؛ لتريه لأم آسر ،فتكون مفاجأة.
انتهت فاطمة من ل ّف الطرحة لحورية ،أسدلت فوقها طرحة شّفافة طويلة ،لا ترتديها إلا العروس،
ووضعت فوقها التاج ،وه ّمتا بالخروج؛ لتري أم آسر جمال الفستان وروعته ،ولكن قبل أن تخرج الفتاتان
فتحت أم آسر باب الغرفة ،ودخلت..
فصاحت فاطمة قائلة:
-أمي ،ألم نقل ل ِك لا تدخلي أبدا مهما دفعك فضولك لذلك؟ لقد أفسد ِت المفاجأة.
سكتت أم آسر ،ولم ترد ،وقد بدا عليها أنها ستبكي في الحال.
انتبهت حورية إلى أن هناك أم ار ما ،فه ّمت بالسؤال:
-ماذا ب ِك يا خالتي؟
لم تكن أم آسر تعرف كيف تجيب ،كيف ستهدم تلك الفرحة ،وتودع تلك الآمال ،وتحيل الربيع خريفا؟!
قالت:
-اتصل المحامي.
سألتها فاطمة:
-هل انتهت إج ارءات الخروج؟
لم تستطع الأم ترتيب حديثها ،فأطلقت النار دفعة واحدة:
-آسر لن يخرج.
135
مسيلة للدموع