Page 136 - مسيلة للدموع
P. 136
ظّنت حورية لوهلة أن أم آسر تمزح أو تصنع خدعة ،ضحكت ضحكة صف ارء ناظرة إلى فاطمة ،وقالت:
-خالتي تمزح ،أليس كذلك؟
ردت فاطمة:
-أمي ،هل تمزحين؟
-لا أمزح يا عزيزتي ،اتصل المحامي وأخبرني بأنه تم تلفيق قضيتين أُخريين لآسر ،ولن يتم إطلاق
س ارحه،بل سيتم ترحيله إلى سجن العقرب!
أثناء الحديث البطيء الذي لا يريد أن يخرج ،ولكن لم يكن للأم خيار إلا أن تقوله ،انهمرت دموع حورية
الغزيرة ،وص ارخها مكتوم داخل قلبها ،وصداه يدِّوي في أرجاء جسدها كصوت الرعد ،لكنه لا ُيسمع.
ارتمت حورية جالسة على الأرض ،ودموعها كسي ٍل جارف .سقط التاج من على أرسها ،انفرط ف ّصان من
فصوصه اللامعة ،تدحرجا على الأرض كدمعتين سقطتا من عين ّي التاج.
136
مسيلة للدموع