Page 148 - مسيلة للدموع
P. 148
رد آسر بصوت ضعيف:
-أنا بخير يا أمي ،طمئنوني أنتن على أحوالكن.
-سنكون بخير عندما تخرج يا ُبني ،أخبرني ،هل تأكل جيدا؟ وتنام بقدر كا ٍف؟ هل عَّذبوك أو آذوك؟
رد آسر بشكل مقتضب جدا:
-أنا بخير يا أمي ..لا تقلقي.
لم ُيِرد آسر الاسترسال في الحديث؛ فالكلام عبر الجهاز م ارَقب كله ،ومن الممكن أن ُيستخدم الكلام ضده
أو تصاب أسرته بأذى إذا ما تحدثوا حول الانتهاكات عبر ذلك الجهاز الم ارقب ،لذا يجب أن يكون حذ ار،
ويكون الكلام محسوبا.
طلبت حورية من أم آسر أن تتحدث إليه ،أعطتها أمه الهاتف ،قالت بلهجة حانية:
-اشتقنا إلي َك يا آسر ،سيكون كل شيء على ما ُي ارم ،ستكون بخير.
رد آسر:
-وأنا اشتقت إلي ِك يا حورية ،اشقت إلي ِك كثي ار ،لا تنسوني من دعائكم.
-كلنا ندعو لك.
-صحيح يا حورية ،كيف حال محمد؟
سكتت حورية ،ونظرت لأم آسر في حيرة .تناولت أم آسر الجهاز من يد حورية.
أعاد آسر السؤال مرة أخرى:
-ما آخر أخبار محمد يا أمي؟
ردت أم آسر بصوت حزين محاولة تثبيته:
-سبقنا إلى الجنة يا حبيبي.
148
مسيلة للدموع