Page 7 - مسيلة للدموع
P. 7
دخلت حورية المنزل عائدة من الكلّية ،رمت حقيبتها ،ودخلت فو ار إلى المطبخ ،وصاحت في مرح:
-ماذا سنأكل اليوم؟ إنني سأمو ُت جوعا.
وبعد لحظة من التركيز وجدت أختها مروة في المطبخ برفقة أمها على غير العادة ،قالت في لهجة
ساخرة:
-ماذا ب ِك يا مروة؟ أأن ِت بخير؟ أتساعدين أمي على إعداد الطعام حقا؟ ولكن كيف؟ إن ِك حتى لا
تستطيعين إشعال النار ،كما إن آ ِخر مرة طلبت من ِك أمي أن (تغرفي) الطعام وضع ِت الأزر في أطباق
الحلوى الصغيرة ،وكن ِت أضحوكة المنزل حينها.
تبادلت مروة مع أمها النظ ارت ،وضحكتا ضحكة خبيثة أكدتها مروة عندما غمزت بعينيها ،ولاحظت ذلك
حورية ،فقالت في استغ ارب:
-ماذا هناك؟!
أحبت مروة بطبيعتها المرحة أن تدبر مقلبا صغي ار لحورية ،فقالت لها:
-أما علم ِت؟ دائما ما تكونين آ ِخر من يعلم ،ولو أن ِك كن ِت أكثر نصحا لتتبعتي الأخبار المحيطة كما
تفعل الفتيات ،ولكن ِك فتاة ساذجة غريبة الأطوار.
تجاهلت حورية مروة ،وسألت أمها:
-ماذا هناك يا أمي؟
َرّدت مروة مسرعة؛ فقد خافت أن تفسد عليها أمها المقلب ،وقالت في لهجة مائعة ،وهي تتمايل:
-لقد (جاءني) عريس.
صاحت حورية بضحك وسخرية:
-حقا؟! ستتزوج أختي الصغيرة التي لم تلبث أن خرجت من البيضة .ومن هو سعيد الحظ الذي دعت
عليه أمه؟
-إن اسمه آسر عبد الرحمن ،طالب في كلية التجارة ،مع ِك في الدفعة نفسها ،من المؤكد أن ِك تعرفينه.
7
مسيلة للدموع