Page 10 - مسيلة للدموع
P. 10

‫استيقظ كرم على نداء أمه العاجل‪:‬‬
      ‫‪ -‬أأنت نائم أم مقتول؟! إن عادل صاحبك على الهاتف‪ ،‬ويقول إنه اتصل بهاتفك الشخصي أكثر من‬

                                                                        ‫مرة‪ ،‬لكنك لم ترد‪ ،‬قم سريعا‪ ..‬هّيا‪.‬‬

                                                                   ‫قام كرم؛ ليرد على الهاتف ببطء وكسل‪:‬‬
                                                            ‫‪ -‬ألو‪ ..‬ألو‪ ..‬عادل‪ ..‬لقد انقطع الخط‪ ،‬أوف‪..‬‬

      ‫عاد كرم للسرير مرة أخرى‪ ،‬وما كاد يغلق عينيه من جديد حتى فتحهما مسرعا‪ ،‬وجلس فجأة بفزع‪ ،‬محّدثا‬
                                                                                                  ‫نفسه‪:‬‬

      ‫‪ -‬لقد حلمت بكابوس‪ ،‬ولكني لا أذكر منه شيئا غير صورة باهتة‪ ،‬ولم يكن به شيء مخيف‪ ،‬لكنني كنت‬
                                                                                     ‫خائفا‪ ،‬كنت أختنق‪..‬‬

      ‫تذَّكر يا كرم‪ ،‬تذَّكر‪ ..‬إنني لا أذكر غير أن صديقي عادل قال لي‪« :‬ماتت زهرة في البستان‪ ،‬من يحمل‬
                                                                                 ‫حلمها حتى لا يموت؟»‪.‬‬

      ‫دعك من هذا يا كرم‪ ،‬ما هذا الخوف الذي يعتريك‪ ،‬إن هذا الكلام إنشائي‪ ،‬يشبه الفيلم الأجنبي الذي كنت‬
                                                                   ‫أشاهده أمس‪ ،‬لابد أنني تأثرت به قليلا‪.‬‬

      ‫قال ذلك الكلام لكي يطمئن نفسه اطمئنانا كاذبا‪ ،‬فقلبه ما ازل مقبوضا‪ ،‬وكلما تذكر صورة الكابوس‬
                                                                                 ‫الباهتة اختنق من جديد‪.‬‬

                                        ‫ولما ذهب من عينيه النوم‪ ،‬أمسك هاتفه المحمول‪ ،‬ثم قال في دهشة‪:‬‬
                                                            ‫‪ 15 -‬مكالمة فائتة؟ لا بد أن هناك أم ار طارئا‪.‬‬

                           ‫اتصل بصديقه عادل‪ ،‬لم يبتدئ الحوار بسلام أو كلام؛ فقد كان قلقا‪ ،‬سأله مسرعا‪:‬‬
                                                                                   ‫‪ -‬ماذا هناك يا عادل؟‬

                                                                                 ‫أجاب عادل في غضب‪:‬‬
      ‫‪ -‬أخي ار أجبت‪ .‬إن اجتماعنا اليوم الساعة السادسة في بيتي‪ ،‬لا تتأخر فالأحداث متلاحقة بشكل سريع‪،‬‬

                                                                                      ‫لابد أن نفعل شيئا‪.‬‬

                                  ‫‪ -‬ما الأمر؟ وأي أحداث؟ اهدأ يا عادل‪ ،‬ورتب الحديث‪ ،‬إنني لم أفهم شيئا‪.‬‬

‫‪10‬‬

                                                                                            ‫مسيلة للدموع‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15