Page 8 - مسيلة للدموع
P. 8

‫امتقع وجه حورية‪ ،‬وسألت بلسانها في اندهاش دون أن تصدر صوتا‪:‬‬
                                                                                   ‫‪ -‬آسر عبد الرحمن؟!‬

                                                                        ‫وأردفت بصوت أعلى وأكثر ِحّدة‪:‬‬
                                                                              ‫‪ -‬ولكن كيف؟! إ َّن‪ ..‬إَّنه‪..‬‬

                                                                                ‫ردت مروة بمكر‪ ،‬وقالت‪:‬‬
                                                                                ‫‪ -‬إَّنه ماذا؟‪ ..‬ها؟‪ ..‬ها؟‬

     ‫ضحكت مروة وأمها عندما لمحتا الغيرة تعلو وجه حورية‪ ،‬وأصبح خّداها حم اروين‪ ،‬فقد حكت حورية لأمها‬
     ‫غيَر مرة عن تلميحات أخت آسر الكثيرة من قبل بخصوصها هي وآسر‪ ،‬فقد كانت أخته طالبة في كلية‬
     ‫الفنون التطبيقية‪ ،‬وكانت تأتي لتشارك في التظاه ارت الطلابية بالجامعة‪ ،‬حي ُث تعّرفت إلى حورية‪،‬‬

                                                                                      ‫وأصبحتا مقربتين‪.‬‬

     ‫ولم يكن يخفى على أم حورية إعجاب حورية الشديد بآسر؛ فقد أرته في كثير من المواقف التي أثبت فيها‬
     ‫أنه رجل المواقف الصعبة‪ ،‬في التظاه ارت‪ ،‬والاشتباكات مع الأمن‪ ،‬والتحقيق الإداري في فصله من‬
     ‫الكلية‪ ،‬واهتمامه بكل القضايا الإسلامية‪ ،‬ودفاعه عن الحق في كل الميادين سواء في سوريا أو فلسطين‬

           ‫أو بورما‪ ،‬وأنشطته الخيرية الدائمة في الكلية‪ ،‬وغيرها من الأمور الكثيرة ال ارئعة‪ ،‬إنه شاب فريد حقا‪.‬‬

                                                                               ‫ثم قالت حورية في نفسها‪:‬‬
     ‫‪ -‬أت اره يكون ساذجا إلى هذا الحد حتى يخطئ في اسمي‪ ،‬ويقول لأبي إنه يطلب يد أختي لا يدي أنا؟! ثم‬

                                                        ‫إنه من أين عرف مروة؟ ومتى آرها أو سمع عنها؟‬

                                                      ‫قطعت أمها أفكارها المتخبطة‪ ،‬قائلة بصوت ضاحك‪:‬‬
                          ‫‪ -‬إن آسر جاء ليخطب ِك أن ِت‪ ،‬إن م ازح مروة ثقيل كم ازح أبي ِك‪ ،‬إنها بنت أبيها حقا‪.‬‬

                                  ‫تعالى صوت ضاحك صادر من الغرفة الداخلية‪ ،‬وكان صوت أبي حورية‪:‬‬
                                                                                 ‫‪ -‬أسمع ِك يا أم حورية‪.‬‬

            ‫ضحك الجميع‪ ،‬وما ازلت حورية في مرحلة الدهشة‪ ،‬لا يظهر على وجهها أي تعبير غير الدهشة‪.‬‬

‫‪8‬‬

                                                                                           ‫مسيلة للدموع‬
   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13