Page 13 - مسيلة للدموع
P. 13
ضحكت دينا ضحكة صف ارء شاردة أقلقت تالا ،مما دفع تالا إلى عدم الجدال والجلوس معها كما تريد.
أخذت دينا تالا من يديها ،ودخلتا الحجرة ،وبعدما جلستا انتظرت تالا الحديث من دينا ،لكنها لم تنطق
بكلمة.
انحنت تالا حتى أصبحت عيناها تنظ ارن مباشرة لعيني دينا ،وأمسكت يدها ،ووضعت يدها الأخرى على
شعرها ،وقالت في حنان:
-ماذا هناك يا دينا؟
ارتمت دينا في أحضان تالا ،وانفجرت بالبكاء ،لم تدِر تالا ماذا تفعل أو تقول ،مسحت دموع دينا
المتجددة التي تنهمر بسرعة ،وكررت السؤال:
-ماذا هناك يا دينا؟ هل تشاجرِت أن ِت وعادل؟
أومأت ب أرسها بالنفي.
-حسنا ،اهدأي واحكي لي ماذا ب ِك ،هّيا لا تقلقيني علي ِك أكثر.
جففت دينا دموعها وهدأت قليلا ،ثم أخذت نفسا عميقا وأخرجته في تنهيدة شاردة وأردفت:
-تالا ..إنك كما تعلمين صديقتي المقربة ،ولو كانت لي أخت لما أحببتها كما أحبك ،إن حدث لي شيء
اعتني بابنتي مريم ،إنها أمانة عندك ،لن يستطيع أحد أن يعطيها مشاعر الأمومة مثلي غيرك أن ِت.
ردت تالا محاولة الم ازح ،لكنها لم تستطع أن تخفي تأثرها:
-ما الذي تقولينه يا دينا؟! أبعَد الله عن ِك الشر ..ما الذي سيحدث ل ِك أصلا ،ها أن ِت بخير ،اطمئني.
ثم جذبتها في عناق أخوي رقيق ،وأردفت:
-ما الذي دفع ِك لقول هذا؟
-لا شيء يا تالا ..لا شيء ،مجرد شعور.
-مجرد شعور يدفعك لأن تبكي هكذا يا دينا؟!
13
مسيلة للدموع