Page 15 - مسيلة للدموع
P. 15
-إن إقامة صلاة المغرب قد حانت ،وآسر وأهله لم يأتوا بعد كما اتفقنا أن نصلي المغرب سويا ،سأنزل
لأصلي في المسجد ريثما يأتون.
-حسنا يا أبي ،لا بأس.
كانت حورية محرجة جدا؛ لأن آسر لم يلتزم بالموعد ،وظلت تسأل نفسها في حيرة:
-هل غالبه النوم؟ ألا يعرف موعد صلاة المغرب مثلا؟ يا إلهي! ما هذه الأفكار الغبية التي أفكر
فيها .هل من عادته أنه غير حريص على الوقت؟ لا يبدو عليه هذا ،إنه شاب ملتزم في جميع أمور
حياته ،إن هذا انطباعي عنه دوما..
ولكن ماذا يا تُرى الذي أ َّخره هكذا؟
قطعت حيرتها رنة الهاتف ،اندفعت حورية مسرعة للرد على الهاتف ،ربما يكون أحد من عند آسر يعتذر
عن التأخير.
ردت حورية:
-السلام عليكم.
-وعليكم السلام.
خاب ظن حورية فالمتصلة هي صبية صغيرة ،ليست أم آسر أو أخته..
-من المتحدث؟
-أنا عبير ،هل يمكنني التحدث إلى مروة؟
-بالطبع ،لحظة.
نادت حورية بيأس:
-مروة ،صديقتك على الهاتف.
15
مسيلة للدموع