Page 77 - مسيلة للدموع
P. 77
ابتسم آسر ،وقال:
-ج ازك الله خي ار يا صديقي.
بادله كرم الابتسامة قائلا:
-لا عليك يا صاحبي.
التفت كرم يمينا ويسا ار ،وأومأ ب أرسه ،وقال هامسا:
-آسر ،أريد أن أترك معك أمانة..
انحنى كرم إلى الأرض ،ورفع المفرش الموضوع عليها ،والذي ينام عليه المعتقلون ،وانتشل (الح ّظاظة)-
ذات القبضة الثورية -من تحته بسرعة ،وأعطاها لآسر ،وأردف:
-أتستطيع أن تحافظ على تلك (الح ّظاظة) معك؟ إنها تعني لي الكثير..
أتعلم؟ إنها هدية من زوجتي ،أهدتها لي وقت الثورة.
-حسنا ،ولكن لَم لا تأخذها معك؟ ماذا لو حصلت على ب ارءة ،أستتركها معي هنا وترحل؟
-إنني لو فرضا حصلت على ب ارءة سأعود إلي هنا مرة أخرى حتى استكمال إج ارءات الخروج ،سآخذها
منك حينها ،فقد هددني الضابط مرة إن آرني أرتديها سيقطع يدي ،وأنت تعلم هذه الأشياء كم تستفز أعداء
الحرية هؤلاء ،إذا أخذتها معي فهناك ألف احتمال أن تؤخذ مني ،كيف سأخفيها إن تم تفتيشي؟ وان طلب
المحامي عرضي علي الطبيب الشرعي لإثبات تعرضي للضرب والتعذيب ،أين سأذهب بها إذن؟ و ارء
الشمس من جديد؟
-حسنا ،لا بأس ،سأبقيها معي ،وسأحافظ عليها ما استطعت.
-أستأمنك يا آسر ،فلتحافظ عليها حتى لو كنت في مواجهة الموت.
-لَم تذكر سيرة الموت الآن يا رجل؟ أنا لا أريد أن أموت قبل أن أرى أمي.
77
مسيلة للدموع