Page 72 - مسيلة للدموع
P. 72
اتضح لها أن كل ما كانت تفكر فيه ليس صحيحا عندما وجدت سيدة كبيرة السن ،قالت في نفسها:
-ربما تكون تلك السيدة كبيرة السجينات هنا ،تخرج إلى (كانتين) السجن وقتما تشاء ،وتعود وقتما أ اردت،
وتصادق كل العساكر ،وتتبادل معهم المصالح والسجائر.
ثم عادت مستدركة:
-ولكن شكلها لا يدل على أنها كالجنائيات ،ثم إن شكلها مألوف ،يا إلهي ،يبدو أنني بدأت أهذي من قلة
النوم.
حاولت تالا أن تتجاهل الأمر ،لكنها ظلت ُمترّقبة.
صاحت إحدى السجينات ساخرة:
-جاءت من ستفسد علينا م ازجنا الليلة.
ردت سجينة أخرى :أهلا يا حاجة سلوى ،اذهبي وتعّرفي على صديقتك الجديدة ،وأشارت نحو تالا.
قالت الحاجة سلوى مستنكرة:
-لماذا تتركنها تناُم على الأرض؟ إن البرد شديد ،ألا تش ُعرن؟
ردت الجنائية:
-ألم أقل لكم إن هذه الم أرة ستفسُد علينا م ازجنا الليلة؟
اندفعت الخالة سلوى نحو تالا مسرعة:
ُ-بنيّتي ،قومي؛ لتنامي على السرير.
رّدت إحدى السجينات:
-ماذا تقولين؟ قلنا لا يوجد سرير لها.
-ما شأن ِك أن ِت ،ستنام على سريري.
72
مسيلة للدموع