Page 73 - مسيلة للدموع
P. 73
-حسنا ،ما دخلي فعلا ،فلتنامي على الأرض.
أخذت الخالة سلوى بيد تالا الباردة ،أجلستها وجلست بجانبها ،سألتها عن حكايتها ،أخبرتها تالا بكل ما
حدث بعدما اطمأنت لها ،وبعدما حكت لها الخالة سلوى أنها سجينة سياسية محكوم عليها بالإعدام،
حينها تذكرت تالا أنها قد أرت صورتها من قبل عدة م ارت على مواقع التواصل الاجتماعي ،لكنها لم
تستطع أن تربط بين وجهها في الصورة ووجهها في الحقيقة ،خاصة وأن تالا كانت مشتتة التفكير ،ولم
تقَو على التركيز.
عندما أتت تالا إلى الزن ازنة لم تجد فيها الحاجة سلوى؛ لأنها كانت في المحكمة الخاصة بقضيتها التي
ُحكم فيها ابتدائيا بالإعدام ،وما ازلت القضية مستمرة بين م ارفعات ،ونقض ،واستئناف ،وطعن على
الحكم ،إج ارءات ليس لها أي فائدة؛ فنتائج تلك المحاكمات الهزلية معروفة وُمعدة ُمسبقا ،فالأحكام تأتي
بالأوامر الُعليا ،وتنفيذ تلك الأحكام الجائرة مهمة أصحاب النفوس ال ُسفلى ،فقواعد اللعبة معروفة منُذ
البداية.
«لا قانون ولا عداَلة
فالحاكُم أخبَر أقواَله
أوطا ُن العسكِر للعسكر
والشع ُب بُرَّمت ِه ُحثالة».
73
مسيلة للدموع