Page 68 - مسيلة للدموع
P. 68
-لا أعرف ،هذا ما أردت أن أسألكموه .إسلام أُخذ من أمام لجنة امتحاناته ،وتمت تصفيته على أيديكم،
فاذهبوا واستجوبوه عن مسكنه الجديد إن أردتم.
انهال الضابط على وجه آسر ببضع لكمات متتالية ،ظل يصيح ،ويسب بشكل ِهستيريُ ،سباب يحتوي
على اللعنات ،وسب الآباء والأمهات ،وانتهاك لحرمة الأديان ،كانت عيناه تطلقان شر ار خبيثا ،ومع انعقاد
حاجبيه كان أشبه بقطعة من الجمر مشتعلة.
أكمل صياحه غاضبا:
-أتستخدم ذكاءك علينا أيها الغبي؟ أتماطل وأنت في هذه ال ُغرفة؟ يبدو أنك لم تعرف بعد أين أنت.
أمر اثنين من العساكر بتجريده من ملابسه ُكلًّيا ،كان آسر ينزف من أنفه وفمه ،تلطخت ملابسه بقط ارت
الدماء ال ُمسالة على وجهه قطرة ِتْلو قطرة ،كصنبور مياه لم ُيحكم غلقه.
لم يعد لآسر أي طاقة لمنع ذلك ،وأَّنى له أن يمنع ذلك؟ حاول أن ُيقاوم ،على الأقل بدافع الفطرة ،لكنه
ليس في النعيم حتى َيطَفق يخ ِصف على نفسه من ورق الجنة ،فرب الجنة عادل ،وأرباب هذا الجحيم
ظالمون.
68
مسيلة للدموع