Page 64 - مسيلة للدموع
P. 64
اخترته ،وأنا أعلم أنه طريق صعب ،واخترت ِك أن ِت؛ لأن ِك فتاة أصعب ،اخترته وأنا أعلم أنه مؤلم قا ٍس،
واخترت ِك لأنني أعلم أن ِك قوية ثابتة ،عينا ِك لا تنظ ارن نحو الت ارب بل تتطلعان دائما للسماء .أما ازلت تلك
العينان تبكيان؟ ُكّفي عن البكاء ،هَّيا.
كانت حورية تبكي بالفعل ،أحست أنه أمامها ،ويكلمها وجها لوجه ،يشعر بما هي فيه ،ويواسيها رغم أنه
أشد حاجة للمواساة .ابتسمت ،وانصاعت لأمر ذلك الآسر المأسور ،فكفكفت دموعها ،وقالت:
-هذا ما قصدته بشأن موجات قلبينا العاشقين!
64
مسيلة للدموع