Page 91 - مسيلة للدموع
P. 91
رّن الهاتف ،تلك الرّنة التي كانتتتبعها أمور مقلقة في الآونة الأخيرة ،فإذا رّن الهاتف عليك أن تقول:
«اللهم اجعله خي ار».
نظرت فاطمة إلى حورية بقلق ،أشارت حورية لفاطمة أن ترد ،ولكن فاطمة أومأت ب أرسها ،وأشارت نحو
والدتها منبهة حورية أنها لا تستطيع الرد في حضور والدتها ،فإذا كان الأمر ش ار -لا قَّدر الله -ستتعب
والدتها أكثر ،فحالتها لا تتحمل مزيدا من الصدمات.
خرجت فاطمة من الغرفة؛ لترد على الهاتف:
-السلام عليكم.
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .الآنسة فاطمة معي؟
-نعم ،أنا فاطمة ،من المتكلم؟
-أنا ناصر ،المحامي ال ُمكَّلف بقضية آسر.
انتبهت فاطمة ،وقالت بفزع:
-ماذا هناك يا سيد ناصر ،لعل الأمر خير؟
-لا تقلقي ،كل خير إن شاء الله.بعدما ُنشر عن آسر عبر مواقع التواصلالاجتماعي ،والضغط الإعلامي
الذي حدث ،ومعرفة مكان احتجازه ،ذهبت إلى السجن ،وطلبت مقابلة آسر بما أنني المكلف بقضيته،
ماطلت إدارة السجن ،وتعنتت في الأمر ،ولكن بفضل الله استطعت أن أقابله في النهاية ،وأتحدث معه.
اهتّز قلب فاطمة فرحا وترقبا ،وصاحت قائلة:
-هل حقا ما تقوله يا سيدي؟ أهو بخير؟
-هو أفضل مما توقعت على كل حال ،رغم جسده الهزيل إلّا أن حديثه معي كان مطمئنا ،فهو ما ازل
قويا ومعنوياته مرتفعة ،خاصة بعدما تواصلت معه ،واطمأن أنكم علمتم مكان احتجازه.
-وهل على جسده آثار تعذيب؟
91
مسيلة للدموع