Page 92 - مسيلة للدموع
P. 92
-لن أكذبك القول ،نعم ،يبدو عليه بعض آثار التعذيب ،خاصة أن ضباط السجن اقتحموا الزن ازنة،
وتعدوا بالضرب على جميع المعتقلين بها ،ولكن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ،فقد كان هناك شرخ
في عظام كتفه كما علم ِت ،ولم تكن إدارة السجن موافقة أن يذهب إلى المستشفى ،ولكن بعد حادثة
الاعتداء على المعتقلين تم نقل عدد كبير منهم إلى المستشفى ،ومن بينهم آسر.
-لطفك يا الله .ألن نقابله يا سيد ناصر؟
-تلك هي الُبشرى يا آنسة فاطمة ،تم تحديد موعد الزيارة يوم الثلاثاء القادم.
هّللت فاطمة فرحا ،وتخّللت صوتها بسمة السعادة التي تبدو لك كالضحكات ،وقالت:
-الحمد لله ،الحمد لله ،أي بعد يومين .أشكرك شك ار جزيلا يا سيد ناصر ،ج ازك الله خي ار على كل ما
فعلت.
-وأنتم من أهل الج ازء ،عسى الله أن يطمئنكم عليه ،ويرده إليكم سالما غانما معافى.
-شك ار لك ،ولكن سيدي ،هل هذا رقم هاتفك؟؛ لأن الرقم ال ُمس ّجل عندي رقم آخر.
-نعم ،إنه رقم جديد ،قد أوقفت الخط الآخر لأمور تعرفينها.
فهمت فاطمة أن الأمر يتعلق بم ارقبة الأجهزة الأمنية لهاتف المحامي أيضا.
حّدثت نفسها ساخرة:
-يجب أن نبحث عن محا ٍم آخر ،ليت ارفع عن آسر ،وعن المحامي ناصر عندما ُيعتقل هو أيضا .حقا،
إن شر البلية ما ُيضحك.
أح ّست حورية بالقلق عندما تأخرت فاطمة ،خرجت من الغرفة ،وكانت فاطمة قد أغلقت الخط للتّو ،ه ّمت
حورية بسؤالها عن جديد الأخبار ،اندفعت فاطمة نحو حورية بجنون ،وقالت وهي تصرخ فرحا:
-سنرى آسر يوم الثلاثاء يا حورية.
و ازد علو صوتها أكثر ليصل إلى الغرفة:
-سنرى آسر يوم الثلاثاء يا أمي.
92
مسيلة للدموع