Page 53 - m
P. 53

‫‪51‬‬            ‫إبداع ومبدعون‬

              ‫رؤى نقدية‬

                                                                              ‫وأبوابها‪ ،‬دعونا نقرأ شيئًا‬

                                                                              ‫من تصدير المجلة‪ ،‬وهو‬

                                                                              ‫جزء من قصيدة لأمير‬

                                                                              ‫الشعراء أحمد شوقي‬

                                                                              ‫في العدد الأول (سبتمبر‬

                                                                              ‫‪:)1932‬‬
                                                                              ‫أبولو! مرحبًا ب ِك يا أبولو!‬
                                                                              ‫فإن ِك من عكا ِظ الشعر ِظل‬
                                                                               ‫ُعكا ُظ وأن ِت لل ُبلغا ِء ُسو ٌق‬
                                                                              ‫على َج َن َباتها َر َحلُوا و َحلُّوا‬
                                                                              ‫و َي ْن ُبو ٌع من الإنشاد صا ٍف‬

                                                                                 ‫و ِمصدضىماال ٌمرتأيدبسيونقبإهلىُي َبل‬
                                                                                               ‫القوافي‬
                                                                              ‫سوابقها إذا الش َعرا ُء َقلُّوا‬
                                                                              ‫يقول الشع َر قائلُهم رصينًا‬
‫إبراهيم ناجي‬  ‫أحمد زكي أبو شادي‬                            ‫أبو القاسم الشابي‬  ‫و ُي ْحس ُن حين ُي ْكثِ ُر أو ُيقل‬

               ‫في سكون الليل يحلو لي البكا ْء‬                                 ‫ولولا المُ ْحسنو َن بكل أر ٍض‬
              ‫فأروي القبر من روحي الوفا ْء‬                                    ‫لما سا َد الشعو ُب ولا استقلوا(‪.)3‬‬
               ‫أ ُترى روح ِك تسري في المسا ْء‬              ‫حين تصفح ُت المجلة وجدت أن لها منه ًجا واض ًحا‬
                                                           ‫في أبوابها‪ ،‬وهذا مما أعطاها القبول والانتشار الكبير‬
                  ‫في سلا ٍم وسكو ٍن وصفا ْء؟‬
             ‫أم ُترى حيرى تهي ُم في الفضا ْء؟‬              ‫بين أدبائها وقرائها‪ .‬أضف إلى ذلك أن مؤسسها‬

                 ‫إي ِه يا أختا ُه‪ ..‬حتام السكو ْن‬          ‫الشاعر الكبير أحمد زكي أبو شادي له باع كبير‬
                  ‫حدثيني ربما الخطب يهو ْن‬
               ‫أسمعيني رن َة الصوت الحنو ْن‬                ‫وخبرة صحفية وإعلامية في النشر والتأسيس‪.‬‬

                    ‫إنما صو ُت ِك لي خير عزا ْء‬            ‫من أبواب المجلة الثابتة ما يأتي‪ :‬شعر الحب‪ ،‬الشعر‬
            ‫له َف نفسي‪ ..‬تسم ُع الأخ ُت الندا ْء‬
                                                           ‫الفلسفي‪ ،‬الشعر الوجداني‪ ،‬الشعر الوصفي‪ ،‬شعر‬
                ‫يا صخور القبر رف ًقا بالعلي ْل‬
                ‫يا ملاك الموت لا ُتو ِذ الجمي ْل‬           ‫التصوير‪ ،‬شعر الأطفال‪ ،‬الشعر الغنائي‪ ،‬خواطر‬

                  ‫واد َي الموت تقب ْل ذا النزي ْل‬          ‫وسوانح‪ ،‬تراجم ودراسات‪ ،‬وحي الطبيعة‪ ،‬الشعر‬
                 ‫ساكني وادي الفناء الأوفيا ْء‬
               ‫أكرموا َم ْن شا َر َك ْت ُك ْم في الفنا ْء‬  ‫الفكاهي‪ ،‬الجمعيات والحفلات‪ ،‬الشعر القصصي‪،‬‬
                  ‫يا حيا ًة عشتها كانت مما ْت‬
                ‫أن ِت في القبر ومن قبل رفا ْت‬              ‫ثمار المطابع‪ ،‬أضف إلى ذلك المقالات والدراسات‬
                ‫أن ِت سر ِت من سبا ٍت لسبا ْت‬
                 ‫ضم ِك المو ُت ومن قب ُل العنا ْء‬          ‫النقدية‪ ،‬أضف إلى ذلك ‪-‬أي ًضا‪ -‬أن المجلة فيها‬

                   ‫فمضي ِت من عفا ٍء لعفا ْء(‪)4‬‬            ‫صور فوتوغرافية للشعراء وللكتاب‪ ،‬بالإضافة إلى‬
‫القصيدة طويلة من شعر الرثاء ولكن فيها آراء‬
                                                                              ‫رسومات تعبيرية‪.‬‬

                                                           ‫من الأمور المهمة التي لفتت انتباهي في هذه المجلة‬

                                                           ‫أن هناك أساتذة كبا ًرا كانوا يكتبون الشعر الفصيح‬
                                                             ‫ثم انصرفوا عنه منهم الأستاذة الدكتورة الناقدة‬

                                                           ‫سهير القلماوي (‪ ،)1997 -1911‬فقد وجدت لها‬

                                                           ‫مجموعة قصائد عمودية أقتطف منها‪ :‬عنوانها (هي‬

                                                                              ‫ماتت)‪:‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58