Page 54 - m
P. 54

‫العـدد ‪57‬‬   ‫‪52‬‬

                                                                     ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

                          ‫َكبأ ُسسوراى ٍحالنَشجِذيم ٍةوالقم ْر‬         ‫فلسفية‪ .‬القصيدة جاءت على بحر الرمل (فاعلاتن‬
                               ‫أُمها َبه َج ُة الشج ْر‬               ‫فاعلاتن فاعلان)‪ .‬لا أدري لماذا تخلت الدكتور سهير‬
                              ‫َم ْن لحاني ل ُشربها‬
                              ‫وهاهِتوهااهاوافقسدقن َغي َد ْرولا‬                           ‫القلماوي عن كتابتها للشعر؟‬
                                                                         ‫كذلك وجد ُت للشاعر مأمون الشناوي (‪-1914‬‬
                             ‫َتك ْخل ََمش ْنملانملافئي ٍمالجطهَ ْلر‬     ‫‪ )1994‬قصائد عمودية في قمة العطاء‪ .‬ولا أدري‬
                            ‫فهو لا شك من َح َج ْر‬                    ‫‪-‬أي ًضا‪ -‬لماذا هجر الشعر الفصيح وذهب إلى الشعر‬

                              ‫صا ِح دعني فإنني‬                               ‫العامي الغنائي‪ .‬يقول من قصيدة (ساعة)‪:‬‬
                             ‫ُم ْحس ُن الظن بالق َد ْر‬                                      ‫إن دنيا الحب قد عشنا لها‬
                          ‫واعذر الصب في الهوى‬                                                   ‫وبها نحيا ونفنى ولها‬
                                                                                              ‫ساعة في الليل ما أجملها‬
                               ‫َر ِحم الل ُه من َع َذ ْر‬                                     ‫بددت شمل تباريح النوى‬
                                   ‫إن لله رحم ًة‬
                                                                                         ‫***‬
                              ‫َو ِسعت كل ما َب َد ْر‬                                           ‫شاطئ النيل تلاقينا به‬
                                ‫فاسقنيها ُسلاف ًة‬                                               ‫فبعدنا عنده عن شعبه‬
                             ‫َت ْق ُت ُل الهم وال َك َد ْر(‪)6‬‬                                  ‫وأناب الموج في ترحابه‬
‫واضح أن القصيدة تسير على مجزوء بحر الخفيف‬
                            ‫(فاعلاتن مستفعلن)‪.‬‬                                              ‫ثم ولى الموج واليم استوى‬
‫وهناك ‪-‬أي ًضا‪ -‬كانت مفاجأة لي وهي قصائد للعالم‬                                           ‫***‬
    ‫اللغوي الكبير العراقي مصطفى جواد (‪-1904‬‬                                               ‫ساعة في الليل عشناها هنال ْك‬
  ‫‪ )1969‬صاحب أشهر كتاب في التصحيح اللغوي‬                                                  ‫قل ُت يا فاط ُم ما أحلى وصال ْك‬
      ‫اسمه (قل ولاتقل)‪ .‬وجد ُت له بعض القصائد‬
  ‫العمودية‪ ،‬والتعليقات اللغوية النقدية‪ ..‬أقتطف لكم‬                                         ‫أنا في الجنة أم عند الزمال ْك‬
   ‫جز ًءا من قصيدة له اسمها (بابا) وهي على بحر‬                                           ‫أم هنا يا جنتي أرض الهوى؟‬
         ‫البسيط (مستفعلن فعلن مستفعلن فعلن)‪:‬‬                                             ‫***‬
                     ‫يصي ُح بابا إذا ما مضه الأل ُم‬
                ‫أو يرس ُل الدم َع وهو الشاهد العل ُم‬                                           ‫إي ِه ياروحي أرجو قبل ًة‬
                      ‫لا تحرجوه فبابا عنده َو َز ٌر‬                                             ‫من شفا ٍه تيمتني فتن ًة‬
                     ‫أو تؤلموه فدمع العين يحت ِد ُم‬                                        ‫كد ُت أن أقضي حياتي لوع ًة‬
                      ‫بأشه ٍر عشر ٍة بانت عواطفه‬                                           ‫فامنحيني شف ًة فيها الدوا(‪)5‬‬
                       ‫غرا ويعوزه التبيا ُن والكل ُم‬                  ‫النص كما هو واضح جاء على بحر الرمل (فاعلاتن‬
                  ‫لم يتخذ غير (بابا) للخطاب ولا‬
                     ‫ماما فذلك منه المنط ُق الخ ِد ُم‬                                                ‫فاعلاتن فاعلن)‪.‬‬
                 ‫يقولها في الرضا أو غاضبًا ح ِر ًدا‬                   ‫ومن الشعراء الذين كتبوا الشعر وتخلوا عنه أي ًضا‬
                   ‫فالخير بالشر في الألفاظ ملتئ ُم‬
                    ‫كأن (بابا) هو الدنيا بأجمعها‬                         ‫الكاتب الصحفي الكبير طاهر الطناحي (‪-1901‬‬
                  ‫وأن (ماما) الإله الراز ُق العلِ ُم(‪)7‬‬              ‫‪ )1967‬فقد وجد ُت له قصائد عمودية رائعة أقتطف‬
‫وكذلك أحد كتاب أدب الأطفال الكاتب والناقد عادل‬
                                                                                       ‫لكم من قصيدة (سيف مبتور)‪:‬‬
                                                                                                   ‫َب َس َم اللي ُل واز َد َه ْر‬

                                                                                                ‫َو َص َف ْت ساع ُة السح ْر‬
                                                                                                  ‫فاملأ الكأس بالطلى‬
                                                                                                  ‫واد ُن مني َف َم الزه ْر‬
                                                                                                 ‫واش ِف قلبي بمز ِجها‬

                                                                                             ‫‪-‬وهي كالشمس‪ -‬بال ُد َر ْر‬
                                                                                                ‫واسقني حي ُث لا رقي‬
   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59