Page 51 - m
P. 51

‫‪49‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                                                          ‫أمين ال َم ْي َسري‬

                                                                 ‫(اليمن)‬

‫مجلة “أبولو” وريادتها في‬

    ‫الشعر العربي الحديث‪..‬‬

‫بمناسبة مرور تسعين عا ًما‬

                   ‫على تأسيسها‬

  ‫الشعر المطلق أو الشعر الحر غير الشعر المنثور؛ لأن نثر الشعر إنما‬
‫هو افتكاكه من قيود الوزن والقافية‪ .‬فإن حفظت القافية صار هذا الشعر‬

 ‫نث ًرا مسج ًعا‪َ ،‬و ُكتبنا الأدبية طافحة بالنثر المسجع‪ .‬أما الشعر المطلق‬
    ‫فمذهبه في الاحتفاظ بالوزن فقط‪ .‬أما القافية فقد اختلفوا في إبقائها‬
   ‫أو إغفالها‪ ،‬وقد آثرنا إبقاءها في هذه القصيدة‪ .‬وأن كل شطر من هذه‬
    ‫القصيدة يرجع إلى مثله من بحور الشعر أو من مجزوئها‪ .‬وقد تنفر‬

 ‫الأذن من مثل هذه القصيدة في بادئ الأمر من تناكر الأوزان والتفاعيل‪،‬‬
    ‫ولكن من يتلو القصيدة مرتين لا يلبث أن ترتجع أذنه بحكم التكرار‬

 ‫نغمة الوزن المفقودة‪ .‬وفي هذه القصيدة أبيات تامة أوحتها المناسبة‪.‬‬

                                       ‫والنقدية‪.‬‬             ‫مرت تسعون عا ًما على تأسيس مجلة (أبولو)‬

‫ضمت المجلة خمسة وعشرين عد ًدا‪ .‬على الرغم ‪-‬كما‬                   ‫المصرية (سبتمبر ‪ )1932‬لمنشئها ومؤسسها‬
    ‫أسلفت ساب ًقا‪ -‬من قصر هذه المجلة لمدة عامين‬            ‫الشاعر الكبير الفذ أحمد زكي أبي شادي (‪-1892‬‬
   ‫إلا أنها قدمت ك ًّما وكي ًفا هائ ًل من الشعر العربي‬
                                                                 ‫‪ .)1955‬المجلة كانت حد ًثا تاريخيًّا كبي ًرا في‬
‫الراقي‪ .‬وفي اعتقادي أنها تمثل رياد ًة للشعر العربي‬          ‫سماء الإبداع المصري والعربي‪ .‬للمجلة دستورها‬
‫المعاصر‪ ،‬لم تستطع أي مجلة عربية أن تضاهيها أو‬
                                                               ‫وأعضاؤها الفاعلون‪ .‬وعلى الرغم من أن المجلة‬
               ‫تنافسها‪ ،‬خاصة التي جاءت بعدها‪.‬‬              ‫استمرت لمدة عامين فقط (‪ .)1934 -1932‬إلا أنها‬

         ‫الحقيقة قبل أكثر من خمس سنوات قرأت‬                 ‫قدمت نماذج متعددة ومتنوعة من الشعر العربي‬
  ‫وتصفحت أعداد المجلة كلها‪ ،‬وذهلت ذهو ًل كبي ًرا‪،‬‬             ‫الكلاسيكي المتطور والموشحات ومجمع البحور‬
                                                          ‫والقوافي‪ ،‬وقصيدة التفعيلة ‪-‬وسأمثل بهذه النماذج‬
    ‫وأعجب ُت بها إعجا ًبا شدي ًدا‪ .‬فح َّملت الأعداد كلها‬  ‫كلها في هذه الدراسة‪ -‬والمترجمة من الشعر المنثور‪،‬‬
 ‫من على الإنترنت حين كن ُت في بيروت سنة ‪.2012‬‬
                                                                ‫والمعربة وز ًنا ونظ ًما‪ ،‬ومن الدراسات الأدبية‬
       ‫لم أكت ِف بذلك بل كان عليَّ إنزالها على الورق‬

 ‫وتصويرها‪ ،‬فقد أنزل ُت الخمسة الأعداد الأولى وتم‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56