Page 46 - m
P. 46

‫بالشكل الذي ترسمه الأحداث السردية‪.‬‬                ‫المدخل إلى الشخصية يفضي إلى‬
‫فالرواية تشكيل نصي ‪Configuration‬‬
                                                  ‫الكشف والتعًّرف على الشخصية‬
‫تكونه اللغة وما ق َّر من تقاليد كتابية‬
 ‫في الرواية منذ ظهورها كجنس أدبي‬
‫حديث إذا ما قورن بأشكال السرديات‬                  ‫بملامحها داخل النص السردي أو‬

‫الإنسانية الأخرى في تاريخ أدب الشعوب‬              ‫بالشكل الذي ترسمه الأحداث السردية‪.‬‬

‫كالشعر والملاحم والقصص (الشفاهي‪/‬‬                  ‫فالرواية تشكيل نصي ‪Configuration‬‬
  ‫الكتابي)‪ .‬والأهم من أبعاد الشخصية‬
                                                  ‫تكونه اللغة وما قَّر من تقاليد كتابية‬
‫الروائية في الرواية نعثر على البعد‬

‫الإثنوغرافي الوصفي بما تحتمله الظاهرة‬             ‫في الرواية منذ ظهورها كجنس أدبي‬
   ‫الأنثروبولوجية في تكوين للشخصية‬
                                                  ‫حديث إذا ما قورن بأشكال السرديات‬
‫وهو وصف يبرز هوية داخل الهوية‬

  ‫السردية‪ .‬فلكل شخصية بنيتها البيئية‬              ‫الإنسانية الأخرى في تاريخ أدب‬
‫المنصبة في تشكيلها الانتمائي القبلي الذي‬
                                                  ‫الشعوب كالشعر والملاحم والقصص‬
‫يحلق نعتًا باسم الشخصية في دائرة‬
‫التكوين الجنالوجي ‪ Genealogy‬وفق‬
 ‫دائرة انتماء قبلي ولغوي ثقافي‪ .‬وتلك‬              ‫(الشفاهي‪ /‬الكتابي)‪.‬‬

‫اللواحق لا تخلو من دلالة سيميائية‬

‫وما تعنيه رمزيتها في البيئة (المكان)‬

  ‫للشخصية مضا ًفا إليها الخصائص‬                   ‫الذي تحدثه حكايات الراوي المتنقلة بين حكايات‬
‫الثقافية كاللغة ووسائل التعبير الثقافي الأخرى‪.‬‬     ‫شخصية القمراوي وصو ًل إلى حكاية الروائي‬

  ‫وضع هذه الشخصية داخل إطارها التعريفي‬            ‫نفسه مع شخصية الحلفاوية المحورية‪ .‬فالموقع‬

‫بهويتها القبلية‪ ..‬مثل الحلفاوية‪ ،‬والقمراوي‬        ‫الروائي والمسافة بينه والنص وعناصره السردية‬

‫والبقاري والرباطابي‪ ..‬إلخ‪ ،‬كلها تشير إلى تكوينات‬  ‫الفاعلة هو ما يفسر موقع الراوي والمسافة بينه‬

‫اجتماعية توجد في خارطة السودان الإثنية كما يرد‬    ‫وفواعل النص السردي مثل حكاية الجد الدومة‬

‫على لسان الراوي‪ :‬سيخترق القطار ديار الجوامعة‪.‬‬

‫والجوامعة متمدنون‪ ،‬حتى في قراهم النائية‪.‬‬          ‫على لسان شخصية القمراوي أي بقراءة بنيوية‬

‫مسالمون ومضيافون‪ ،‬لذلك تكثر في ديارهم جيو ٌب‬      ‫كما تذهب الناقدة يمنى العيد في تحليلها لموقع‬
‫الراوي في رواية موسم الهجرة إلى الشمال‪« :‬يبدو من القبائل الأخرى‪ :‬الجعليون‪ ،‬الفلاتة‪ ،‬الهبانية‪،‬‬
  ‫الدناقلة‪ ،‬الشايقية‪ ،‬الشنابلة‪ ،‬الكبابيش وغيرهم‪.‬‬
‫درجت الرواية السودانية مؤخ ًرا على تناول قضايا‬     ‫أن الحوار بين الأصوات وفي ديناميته حوا ًرا بين‬
                                                  ‫الموقعين في تناقضاتهما في سياق القول‪ /‬الصياغة‬
    ‫في سياق ما سمي بـ(جدلية المركز والهامش)‬
      ‫أي تلك الروايات التي تناولت قضايا مناطق‬          ‫النامية في هيئة يتداخل فيه الأسلوب المباشر‬
                                                  ‫والأسلوب اللامباشر‪ /‬من يروي ومن يحاور‪ ،‬من‬
  ‫وإثنيات في أبعادها السوسيولوجية ومشكلاتها‬
 ‫السياسية بتصور الخطاب الروائي على ما تفاعل‬                            ‫يحكي ومن يقول بصوته»‪.‬‬

‫في جغرافيا مناطقية محددة‪ ،‬تلك الجغرافيا كما‬       ‫هويات سردية‬

‫يطلق عليها الناقد الدكتور أحمد صادق بالجغرافيا‬
‫المدخل إلى الشخصية يفضي إلى الكشف والتع ًّرف المنهكة‪ .‬فروايات عبد العزيز بركة ساكن وأبكر‬
‫آدم إسماعيل ومنصور الصويم وغيرها قد‬               ‫على الشخصية بملامحها داخل النص السردي أو‬
   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51