Page 45 - m
P. 45

‫‪43‬‬            ‫إبداع ومبدعون‬

              ‫رؤى نقدية‬

                                                                      ‫دلالة العنوان للتحليل‬

                                                                      ‫السيميولوجي ولما يقوم‬

                                                                      ‫به من وظائف في السرد‪،‬‬

                                                                      ‫حيث تبدأ أولى عتبات‬

                                                                      ‫الن ِّص حسب الملاحظات‬
                                                                      ‫المنهجية النقدية التي ُتع ِّول‬
                                                                      ‫على العلامة كواحدة من‬

                                                                      ‫الدلالات الن ِّصية في تكيف‬
                                                                      ‫الإطار الشكلي للعلامة‪.‬‬

                                                                      ‫وتكاد الرواية تتكثف في‬

                                                                      ‫الفصل الأول من حيث‬

                                                                      ‫مساحته وزخم الأحداث‬

                                                                      ‫وتجلي رؤية الرواية وما‬

                                                                      ‫تحتويه أنساقها اللغوية‬

                                                                      ‫والسردية والفنية وكل ما‬

‫أوسكار وايلد‬  ‫إدوارد سعيد‬                            ‫فلادمير نوبوكوف‬  ‫يشكل المدخل الذي ينفتح‬
                                                                        ‫على الرؤية الجمالية في‬

     ‫يعرف بالرواية البوليفونية التي لا يتعدد فيها‬                     ‫الوصف والبناء السرديين‪.‬‬
   ‫الصوت كمصدر أوحد في التعدد مشمو ًل بتعدد‬
 ‫المواقف والشخصيات وتداخل الحكايات‪ .‬والراوي‬          ‫كثافة الاستخدام للمادة العلمية الذي ينبئ عن‬
   ‫دوره في سياق الأحداث تفاع ًل مع الشخصيات‬
‫يسرد وبالتركيز على شخصية (القمراوي) الصوت‬            ‫قراءات فكرية وفلسفية ودينية متبحرة قد تضيق‬
  ‫المرافق للراوي والشخصية التي تصيغ الأحداث‬
                                                     ‫بها الرواية ولكن لم تسلم من التسرب الذي كاد‬
      ‫على خلفية مغامراته مع امرأة (الأمبراورية)‪.‬‬
  ‫وقد تمكن الروائي من تحديد الشخصية الروائية‬         ‫في بعض المواضع أن يتداعى في زخم التصوير‬

       ‫‪ Fictional Character‬على الرغم من زخم‬          ‫الواقعي المباشر للحد الذي ينفصل بالمادة عن‬
      ‫الأصوات المتضمن في سرد تفاصيل حكايات‬           ‫سياقها السردي‪ .‬ومع أن الرواية تدور بتركي ٍز‬
       ‫الشخصيات الأخرى في النص‪ .‬وهذا التم ُّدد‬
‫السردي عادة إذا لم تتقن مساراته في سياق الزمن‬        ‫أكثر حول شخصية (الحلفاوية) ‪-‬عنوان الرواية‪-‬‬
‫الروائي يجعل من الحكاية السردية تكرا ًرا ومتاهة‬
   ‫لا تنفصل فيها الشخصية عن الراوي وتشوي ًها‬         ‫وبالتالي تندرج في مساحة سردية (الفضاء) تتزامن‬

                 ‫للعمل وإضعا ًفا لبنيته السردية‪.‬‬     ‫مع حزمة أحداث تتجدد على مدى تطور الأحداث‬
  ‫تكاد الرواية تخلو من الحوار بشكله الكلاسيكي‬
   ‫في النص السردي (رواية‪ ،‬قصة) ولكنها جعلت‬                            ‫والشخصيات وتحولاتها داخل النص‪.‬‬

     ‫من التتابع السردي في الرواية حوا ًرا متص ًل‬        ‫يلعب الراوي دو ًرا رئيسيًّا ويمثل صو ًتا مهيمنًا‬
  ‫على اعتبار نظرية الناقد الروسي الأشهر مخائيل‬       ‫‪ protagonist‬يطغى على كافة أصوات الشخصيات‬
‫باختين في حوارية الرواية باعتبارها حوا ًرا سرد ًّيا‬
  ‫متص ًل‪ .‬وهذا الحوار تتضح مساراته في الحراك‬         ‫في الرواية‪ ،‬وهو في دوره التبادلي بين أحداث‬

                                                     ‫الرواية والشخصيات المركزية (زهير‪ ،‬القمراوي‪،‬‬

                                                     ‫العم الدومة‪ ..‬إلخ) ويقود الراوي الأحداث‬

                                                     ‫متحك ًما بكافة تفاصيلها‪ .‬ويستأنف الصوت الآخر‬
                                                      ‫(القمراوي) حكايته داخل النص إلى جانب تطور‬

                                                     ‫الأحداث في تشكيل ن ٍّص مركب تتع َّدد فيه الحكاية‬
                                                     ‫دون أن تنفصل عن سرد مجريات الأحداث على‬

                                                     ‫لسان الراوي‪ .‬هذا الاتجاه لا يتوقف تفسيره عند‬

                                                     ‫حدود التعدد الصوتي ‪ Polyphony‬أو ما بات‬
   40   41   42   43   44   45   46   47   48   49   50