Page 41 - m
P. 41

‫‪39‬‬          ‫إبداع ومبدعون‬

            ‫رؤى نقدية‬

                                                                         ‫من الإشارة إلى الفارق‬

                                                                         ‫الزمني بين الترجمتين‬

                                                                         ‫وبالضرورة بين متغيرات‬

                                                                         ‫في بيئتين أدبيتين‬

                                                                         ‫مختلفتين‪ .‬نلاحظ‪ ،‬على‬

                                                                         ‫سبيل المثال أن الشكل‬

                                                                         ‫نثري (وفيه سجع أحيا ًنا)‬
                                                                         ‫في ترجمة مطران بينما‬

                                                                         ‫الشكل شعري أو شبه‬

                                                                         ‫شعري في ترجمة جبرا‬

                                                                         ‫الذي أراد أن يشي بشكل‬

                                                                         ‫النص الأصل‪ .‬سندرك‬

                                                                         ‫طب ًعا طبيعة حرية جبرا في‬
                                                                         ‫اختيار شك ٍل شعري مو ٍح‬
                                                                         ‫بالأصل في زمن ترجمته‬

‫سلمان رشدي‬  ‫خليل مطران‬                             ‫جورج ستاينر‬           ‫إذا قارناها بطبيعة القيود‬
                                                                            ‫في الأشكال الأدبية في‬

‫‪contumely‬‬                                                                ‫زمن ترجمة مطران‪.‬‬
‫‪The pangs of despised love, the law’s‬‬
‫‪delay,‬‬                                             ‫ما يريد هاملت قوله هنا في مفاضلته بين العيش‬
‫‪The insolence of office, and the spurns‬‬
‫‪That patient merit of the unworthy takes,‬‬          ‫والانتحار‪ :‬إننا أمام خيارين؛ إما أن نكون (نعيش)‬
‫‪When he himself might his quietus make‬‬
‫?‪With a bare bodkin‬‬                                ‫أو لا نكون (نموت)‪ .‬أن نموت هو أن ننام‪ ،‬وحين‬

                             ‫ويترجمها جبرا إلى‪:‬‬    ‫نقول النوم فإننا نعني الراحة من لوعة القلب‬
                                 ‫“نموت‪ ..‬ننام‪..‬‬    ‫و»آلاف الخطوب التي َو َك َل ْتها الفطر ُة بالأجسام»‪.‬‬
                                                   ‫حين ننام نحلم‪ ،‬هنا عقدة المسألة! فما ذلك الذي‬
        ‫ننام‪ -‬وإذا حلمنا؟ أجل لعمري‪ ،‬هنا العقبة‪.‬‬
             ‫فما قد نراه في سبات الموت من رؤى‪،‬‬     ‫يمكن أن نراه «في سبات الموت من رؤى»؟ خوفنا‬
             ‫وقد ألقينا بفانيات التلافيف هذه عنا‪،‬‬
                                 ‫يوقفنا للتروي‪.‬‬    ‫من ذلك المجهول هو ما يجعلنا نحتمل مصاعب‬
                ‫ذلك ما يجعل طام ًة من حيا ٍة كهذه‬
                                                   ‫الحياة اليومية‪ ،‬وهنا يبدأ هاملت بعد المصاعب التي‬
       ‫وإلا فمن ذا الذي يقبل صاغ ًرا سياط الزمان‬   ‫يواجهها العامة في العادة والبعيدة عن أمي ٍر مثله‪:‬‬
                                       ‫ومهانته‪،‬‬
                                                   ‫—‪To die, — to sleep,‬‬
         ‫ويرضخ لظلم المستبد‪ ،‬ويسكت عن زراية‬
                                     ‫المتغطرس‪،‬‬     ‫‪To sleep perchance to dream: Ay, there’s‬‬

      ‫وأوجاع الهوى المردود على نفسه ومماطلات‬       ‫‪the rub,‬‬
                                        ‫القضاء‬
                                                   ‫‪For in that sleep of death what dreams‬‬
            ‫وصلافة أولي المناصب والازدراء الذي‬
                                                   ‫‪may come,‬‬

                                                   ‫‪When we have shuffled off this mortal coil,‬‬

                                                   ‫‪Must give us pause: There’s the respect‬‬

                                                   ‫;‪That makes calamity of so long life‬‬

                                                   ‫‪For who would bear the whips and scorns‬‬

                                                   ‫‪of time,‬‬

                                                   ‫‪The oppressor’s wrong, the proud man’s‬‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46