Page 73 - m
P. 73

‫‪71‬‬         ‫إبداع ومبدعون‬

           ‫الشعر‬

                                                          ‫عبيد عباس‬

                               ‫ال َمكا ُن الذي في ِه كل ٌب‬

                         ‫والمكان الذي في ِه كل ٌب بعي ٌد‬                                                        ‫كأني غفو ُت‪،‬‬
                     ‫بعي ٌد بطو ِل المساف ِة بيني وأم ِس‪،‬‬                                                            ‫كأني َصحو ُت ك ِطف ٍل‬
                                                                                                                ‫بسيَّار ٍة في الخديع ِة تجري‪،‬‬
                            ‫بعي ٌد كك ِّف السما ِء التي‪،‬‬
    ‫وأنا في الغيابة أهوي‪ ،‬تو ِّز ُع ضو َء النجو ِم‪،‬‬                                                                   ‫كأني نظر ُت بخو ٍف‪،‬‬
                   ‫بعي ٌد كظلِّ َك بع َد قلي ٍل قلي ٍل‬                                                          ‫كأني انتبه ُت لهذا الطري ِق الطوي ِل الطوي ِل‪،‬‬
                               ‫بعي ٌد كهذا الأما ِن الهزي ِل‪،‬‬                                                   ‫فقل ُت َل ُه‪ :‬خائ ٌف يا أبي‪،‬‬
                               ‫ولكنّني‪،‬‬                                                                         ‫خائ ٌف من وجودي هنا‬
                     ‫والمكا ُن الذي في ِه كل ٌب بعي ٌد‪ ،‬كأني‬                                                    ‫كاحتما ٍل لتشكي ِل معنًى جدي ٍد‬
                                  ‫أراني ذهب ُت هنا َك‪،‬‬                                                          ‫تش ُّد صفائي له الجاذبيّ ُة‪،‬‬
           ‫كأني حلم ُت بنفسي على شاط ٍئ ورما ٍل‬                                                                 ‫أن َت معي الآ َن ح ًّقا؛‬
                              ‫وكل ٍب بغير ِحوا ٍر‬                                                               ‫فه ْل في شعور ِي المب ّد ِد أن َت معي‬
                     ‫سوى حبِّ َنا المُتباد ِل َيصح ُبني‪،‬‬                                                        ‫االلتضيباغ ُابدأريتانٍديتبخف َّطع ِلفالمطنبيعحلِةم َقنا ْس ًرا‬
                               ‫حي َن يلع ُق قلبي‬                                                                                                                                ‫يا أنا َي‬
           ‫كما يلعق الحز ُن صفو البلا ِد البلا َد التي‬                                                                                                                          ‫وحولي‬
                                                                                                                ‫قطع ًة قطع ًة؟‬
                                                                                                                                   ‫لي ملام ُح وجه َك‬
                               ‫لا تراني‪،‬‬                                                                        ‫لك َّن قلبي كحفر ِة خو ٍف بجان ِب نه ِر َك‪،‬‬
                               ‫أذو ُب ببح ِر الوفا ِء الجهول‪،‬‬
‫المؤل ِف‪،‬‬  ‫لق ْص ِد‬  ‫انتبا ٍه‬  ‫ويتب ُعني‪ ،‬أقص َد الكل َب‪ ،‬دو َن‬                                                 ‫قلبي بلا حكم ٍة‪،‬‬
           ‫يهشكاتيمرءيٍشهي الحلامُد ُيُحلث ِّد ِّو ُثمثهماللباهِيل‪،‬ثمِيداُر ِداالهمُتماص َم ِّحالُحمشاه ِد‬      ‫عاز ًفا عن ولو ِج الحكاي ِة‪،‬‬
                                                                                                            ‫لا‬  ‫حي ُث النهاي ُة لا بد من قات ٍل أو قتي ٍل‬
                                                                                                            ‫في‬  ‫بلا ثال ٍث من السه ِم نا ٍج‪،‬‬
                                                                                                            ‫أو‬                ‫ولي صو ُت َك المتق ِّط ُع بين التفاعي ِل‪،‬‬
                                                                                                                ‫لك َّن صمتًا وسي ًما يراو ُد عن نف ِسها الآن روحي‪،‬‬
                               ‫أحلم أن يغم َر الثل ُج روحي‬
                                         ‫ودف ُء البيا ِض‪،‬‬                                                                                 ‫بلا حكم ٍة ظ َّل قلبي‬
                     ‫بلا وط ٍن غير صمتي الذي آم ٌن‬
                               ‫في المكان الذي فيه كل ٌب‬                                                         ‫يحاف ُظ بالكا ِد بين ال َضجي ِج على نب ِض ِه‪،‬‬
                                       ‫وليس ُسؤال‪.‬‬                                                                                                                              ‫خائ ٌف‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78