Page 70 - m
P. 70

‫العـدد ‪57‬‬                         ‫‪68‬‬

                                      ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

‫أمجد ريان‬

‫لن أنسى مشهد محمود المليجي‬
‫في آخر فيلم الأرض‬

     ‫يمكن أن يأتي بعد لحظة‪ ،‬أو‬        ‫وسيظل الإنسان يسعى لاكتشاف‬          ‫أتأمل راقصة الباليه‪ ،‬وهي واقفة‬
                        ‫لحظات‬                             ‫لب الأرض‪،‬‬                 ‫على أطراف أصابعها‪،‬‬

     ‫أعود لكتاباتي الأولى لأعرف‬         ‫وسأظل أنا مستلقيًا على الأريكة‬       ‫حتى يأتي الراقص‪ ،‬ويخطفها‬
                          ‫ذاتي‪،‬‬            ‫لأتابع المشهد الأخير في فيلم‬           ‫ليطيرا في سقف القاعة‪.‬‬
                                                         ‫أيامنا الحلوة‬
      ‫وأعتقد أن التأويل هو الذي‬                                          ‫يبهجني المشهد‪ ،‬وهناك باستمرار‪:‬‬
     ‫يضيف إلى النص‪ ،‬ن ًّصا آخر‬         ‫وعبد الحليم يحتضن زبيدة‪ ،‬بعد‬                   ‫فرح أزلي‪ ،‬وألم أزلي‬
  ‫أريد دائ ًما المعنى البديع‪ ،‬واللفظ‬             ‫أن أثبت لها إخلاصه‪.‬‬
                                                                   ‫‪...‬‬    ‫ولا أنسى محنة الشعراء في خلق‬
                       ‫الفصيح‪،‬‬                                                    ‫المعاني‪ ،‬وابتداع الأفكار‬
    ‫لكي أعبر عن حالتي بالضبط‪:‬‬         ‫المنبه على حافة الدولاب يدق بقوة‪،‬‬
    ‫عندما دلفت لعربة المترو بين‬            ‫والحياة تطاوعه‪ ،‬وتسير على‬      ‫وفي آخر الشارع كان هناك طفل‬
                                                                ‫دقاته‬         ‫يكتب بالطباشير على الحائط‬
                        ‫الشباب‬
‫بالبنطلونات الحديثة الممزقة فوق‬          ‫وأنا أسير بجردل الماء‪ ،‬لأمسح‬    ‫وأنا أفتح باب «الديب فريزر» على‬
                                                      ‫الصالة والطرقة‬                               ‫آخره‬
                         ‫الركبة‬
   ‫بتمزقات غير متساوية‪ ،‬وأقول‬               ‫وأعود لأقرأ ‪-‬بتأن‪ -‬وثائق‬        ‫لأبحث عن علبة الجبن القريش‬
                                             ‫العدوان الثلاثي على مصر‬        ‫ولا أنسى أيام كان بائع الخبز‬
                        ‫لنفسي‪:‬‬             ‫وأسرار العمليات العسكرية‪.‬‬
‫تمزقات الجينز هي رمز الحضارة‬            ‫والإنسان في الشيخوخة يتحول‬                               ‫«المفقع»‬
                                                                           ‫يرص الأرغفة أمام المخبز‪ ،‬وكنا‬
                          ‫اليوم‬                             ‫إلى شبح‪،‬‬
  ‫والبنية اللسانية للن ِّص هي التي‬     ‫ويظل طوال الوقت يفكر في الموت‬                   ‫نتهافت على الشراء‬
                                                                                 ‫وسنظل نسعى للحصول‬
                    ‫ستساعدني‬                              ‫القادم الذي‬        ‫على أفضل أشكال الخبز التي‬
                ‫لأقول كل شيء‬
                                                                                                ‫تروق لنا‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75