Page 69 - m
P. 69

‫‪67‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                     ‫لا في ذاتنا ولأجل ذاتنا»(‪.)30‬‬                  ‫خلاصة‪:‬‬
 ‫يظهر‪ ،‬إذن‪ ،‬بناء على كلام باختين‪ ،‬أن سيرة رهاب‬
 ‫متعدد شكلت وعيًا تا ًّما بالانتماء إلى تاريخ إنساني‬  ‫حدد باختين نوعين سيريين أساسيين‪ ،‬نوع ينتمي‬
‫ثقافي‪ ،‬يمكن حصره في جيل بأكمله‪ .‬جيل تعرض في‬                ‫للمغامرة البطولية ونوع آخر ذو نزعة عائلية‬
‫طفولته لأشكال متعددة من العقاب سببت له أشكا ًل‬             ‫وعاطفية‪ .‬يمتاز النوع الأول بثلاث خصائص‬
                                                          ‫أساسية تقوم جميعها على الإرادة والتحول‪.1 .‬‬
     ‫متعددة من الرهاب‪ .‬إنه‪ ،‬بوجيز العبارة‪ ،‬جيل‬
                               ‫معاقب ومريض‪.‬‬           ‫إرادة التحول إلى بطل ‪ .2‬إرادة أن يكون محبو ًبا ‪.3‬‬
                                                       ‫إرادة عيش الوقائعي الروائي وعيش تنوع الحياة‬
    ‫وهكذا‪ ،‬فإن المجد في السيرة مجد هووي‪ .‬شكل‬                                      ‫الداخلية والخارجية‪.‬‬
      ‫وعيًا بالانتماء إلى الحياة الباطنية للذات ومن‬       ‫يتمثل هذا التحول في التوفر على أهمية في عالم‬
                                                         ‫الآخرين والوصول إلى المجد‪ .‬يقول باختين‪« :‬إن‬
     ‫ثم وعيًا بهوى جيل بأكمله‪ ،‬أو بأهواء متداخلة‬       ‫التوق إلى المجد ينظم حياة البطل‪ ،‬والمجد هو الذي‬
  ‫فيما بينها شكل الحب خيطها الناظم‪« .‬فإذا كانت‬           ‫ينظم محكي حياته‪ .‬التوق إلى المجد يعني الوعي‬
   ‫القيم البطولية تحدد الفترات الأساسية والوقائع‬          ‫بالانتماء إلى تاريخ الإنسانية الثقافي (قد يكون‬
   ‫في الحياة الاجتماعية الخاصة والثقافية الخاصة‬         ‫تاريخ أمة)‪ ،‬إنه منح المصداقية للحياة الشخصية‬
‫والتاريخية الخاصة والمفاخر والتوجه الأساسي في‬            ‫وبناؤها على الوعي الذي سيتكون لدينا عن هذه‬
‫الحياة‪ ،‬فإن الحب يحدد فيها التوتر الانفعالي ما دام‬    ‫الإنسانية‪ .‬إنه التطور والنمو في الغير ولأجل الغير‬
‫يتصور ويكثف التفاصيل الداخلية والخارجية لهذه‬

                                      ‫الحياة»(‪)31‬‬

‫‪ -15‬أحمد عبد الوهاب الشرقاوي‪ ،‬معجم المصطلحات‬                                       ‫الهوامش‪:‬‬
         ‫القانونية وحقوق الإنسان‪ ،‬وحدة الدراسات‬
                                                      ‫‪ -1‬عبد اللطيف محفوظ‪ ،‬رهاب متعدد قصص من سيرة‬
   ‫الاستراتيجية‪ ،‬أمواج للطباعة والنشر‪ ،‬ج‪،2015 ،2‬‬                   ‫الطفولة‪ ،‬دار الفاصلة للنشر‪ ،‬ط‪.2019 :1‬‬
                                         ‫ص‪.100‬‬
                                                      ‫‪ -2‬غريماس ‪ +‬فونتاني‪ ،‬سيميائيات الأهواء‪ ،‬من حالات‬
‫‪ -16‬عبد الفتاح كيليطو‪ ،‬لسان آدم‪ ،‬ترجمة عبد الكبير‬        ‫الأشياء إلى حالات النفس‪ ،‬ترجمة‪ :‬سعيد بنكراد‪ ،‬دار‬
        ‫الشرقاوي‪ ،‬دار توبقال‪ ،‬ط‪ ،2001 :2‬ص‪.38‬‬                    ‫الكتاب الجديد المتحدة‪ ،‬ط‪ ،2010 :1‬ص‪.260‬‬
                         ‫‪ -17‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.68‬‬                                          ‫‪ -3‬نفسه‪ ،‬ص‪.261‬‬
                         ‫‪ -18‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.67‬‬                                          ‫‪ -4‬نفسه‪ ،‬ص‪.164‬‬
                                                                                       ‫‪ -5‬نفسه‪ ،‬ص‪.261‬‬
  ‫‪« -19‬ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له‬          ‫‪ -6‬روني ديكارت‪ ،‬انفعالات النفس‪ ،‬ترجمة جورج‬
                        ‫عزما» سورة طه‪ ،‬الآية ‪.115‬‬           ‫زيناتي‪ ،‬دار المنتخب العربي‪ ،‬ط‪ ،1993 :1‬ص‪.47‬‬
                        ‫‪ -20‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.67‬‬                  ‫‪ -7‬عبد اللطيف محفوظ‪ ،‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.18‬‬
                         ‫‪ -21‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.67‬‬           ‫‪ -8‬جون سورل العقل واللغة والمجتمع‪ ،‬ترجمة سعيد‬
                                                                                        ‫الغانمي‪ ،‬ص‪.120‬‬
                 ‫‪ -22‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪.230‬‬                   ‫‪ -9‬عبد اللطيف محفوظ‪ ،‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.30‬‬
                  ‫‪ -23‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،05‬ص‪.25‬‬                  ‫‪ -10‬عبد اللطيف محفوظ‪ ،‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.16‬‬
                 ‫‪ -24‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.103 -102‬‬
                   ‫‪ -25‬مادة قرص‪ ،‬ج‪ ،07‬ص‪.70‬‬             ‫‪ -11‬جون سورل العقل واللغة والمجتمع‪ ،‬ترجمة سعيد‬
                    ‫‪ -26‬مادة ضرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.543‬‬                                               ‫الغانمي‪ ،‬ص‪.78‬‬
                   ‫‪ -27‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.111-110‬‬
                                                         ‫‪ -12‬ألف ليلة وليلة‪ ،‬الجزء الأول‪ ،‬الدار النموذجية‪-‬‬
                        ‫‪ -28‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.112‬‬                                             ‫بيروت‪ ،‬ص‪.25‬‬
                        ‫‪ -29‬رهاب متعدد‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -30‬ميخائيل باختين‪ ،‬جمالية الإبداع اللفظي‪ ،‬ترجمة‪:‬‬           ‫‪ -13‬حنا مينة‪ ،‬حكاية بحار‪ ،‬دار الآداب‪ -‬بيروت‪،‬‬
 ‫شكير نصر الدين‪ ،‬رؤية للنشر‪ ،‬ط‪ ،2016 :1‬ص‪.158‬‬                                ‫الطبعة الأولى‪ ،1981 ،‬ص‪.8 -7‬‬
 ‫‪ -31‬ميخائيل باختين‪ ،‬جمالية الإبداع اللفظي‪ ،‬المرجع‬
                                                                     ‫‪ -14‬لسان العرب‪ ،‬عقب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.620‬‬
                                  ‫السابق‪ ،‬ص‪.159‬‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74