Page 74 - m
P. 74
العـدد 57 72
سبتمبر ٢٠٢3
موسى حوامدة
(الأردن)
لم تنعط ْف لتحِّرَر الساقي َة من
غموض البئر
مشتغلين بحفاوة الدواب الهرمة، الشبيه ُة بأيامي الخالية،
متشبثين بزهو الزرافات مكسورة الرقاب. الخالي ِة من أنين النايات؛
الشبيه ُة بالمعاني الشعرية
الشبيهة بالمحرقة، المتحرر ِة من بلاغة السلفيين..
تلك التي لم يعتر ْف بها الوشاة؛ أيامي التي صارت حليبًا للفئران،
تلك التي اندلعت في ورق المحرر الجبان
ال َمطهر. من ع ِّد درجات ححي َّطن اغنراتهٌبىأ المشيو ُبسيعقن ُّدي طعا ًما للجرذان
نافذة المود ْة، للللدحوياد ِةيانلمبط ُلشي ِةل بحدَمهاالأن ابلانلدمحِّ ،ي في قبر النسيان
المقبر ُة القديمة لم تكتر ْث لمرور الجنازات الحية،
السور المتآكل لم يأبه لعبور الطيور. للحياة المفقودة
للقتلة المباركي َن،
الشبيه ُة بتلك الرسالة كانت أيامي.. ابل َمأفْجت ِرونهيمنالبمنجعزمةياليغويمواْمل؛نشور.
ضحكت عليَّ الداية، هم ُي ْشبهون شظايا الفخار المطمورة منذ عهد
وهي تقطع حبل المشيم ِة؛
ِمن هذا الشريط الرفيع جئ َت للفلسفة، الإسكندر.
الإغاثة. حلي َب شربت من هذا الحبل الطري الفيل ُة التي يركبها جنود كسرى وصلت إلى الحيرة،
دون ِفراش داف ٍئ،
دون َتب ُّتلا ٍت كثيرة، مغنية الراب حرقت قميصها الشفا َف
هزم َت مواء القطط الملهوفة ،عوا َء الذئاب الجوعى على مسرح الدمى.
هرب َت كجل ِد الماعز الرقيق من فوهات الطبول.
الشبيهة بخيانة بيلاطوس،
م ْن تخلت عنه القدر ُة الربانية؛ بخيانة ُسراق العناوين الشعرية؛
من تخلَّت عنه آلهة الأولمب،
ُس َّراق القصائد؛
لن يسك َن أر ًضا تنعم بالرضا، سراق الكلمات وهم يلهثون خلف فتات المعاني
فاخت ْر طريقك الوثني َة،
الساقط ِة من أحذية الغبار
أو غادر بلادك المنتقاة بلا ضمير، يدبجون المديح للزهرة الذابلة،
المشتراة ،بلا مزا ٍد ،من جحيم الأطالس. يحجبون الظ َّل عن كأس البياض.
يا أبي ..يا أبي شع ُث الحرو ِب،
ل َم ل ْم تشت ِر لي وطنًا من عهن منفو ٍش فشل القمح بين أيديهم،
شعورهم مقصوصة ،حسب القوافي،
أظافرهم حمراء من دم القصائد مسود ٌة وجوههم
من نبش الفحم الأفريقي،