Page 71 - m
P. 71

‫‪69‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫الشعر‬

 ‫عندما ضرب الأرض زلزال بقوة‬            ‫ثم فرن الحاج عاشور للخبز‬                ‫وأنا بطبيعتي لا أنسى‪،‬‬
        ‫ثمانية على مقياس ريختر‬                 ‫الفينو الساخن دائ ًما‬        ‫والماضي مجسد في ذهني‪،‬‬
                                                                            ‫وأمام سينما النصر مث ًل‪،‬‬
‫وكيف أنني دائ ًما يكون الأوان قد‬       ‫لا أنسى طفولتي‪ ،‬ومدرستي‬           ‫كان محل عم فودة للجيلاتي‬
                         ‫فاتني‪،‬‬     ‫وشكلي مع زملائي ونحن نجري‬
                                                                                          ‫والجرانيتا‬
                 ‫أو لم يحن بعد‪.‬‬            ‫نازلين على سلم المدرسة‬     ‫وإلى جواره محل عبد العال لعمل‬
    ‫وكيف أنصت بهدوء‪ ،‬للصوت‬                ‫بعد أن دق الجرس الأخير‬
    ‫الخافت الذي يدوي في الكون‬            ‫ولا أنسى الأحداث الأليمة‪:‬‬                         ‫العراوي‪،‬‬
  ‫أو أتابع دقات كعب قوية لحذاء‬

          ‫نسائي واثق من نفسه‬
     ‫يسير إلى جوار السور الممتد‬
     ‫ول ِع ْل ِمكم‪ :‬طنط «مديحة» هي‬

        ‫أفضل من يعمل «صينية‬
                     ‫البطاطس»‬

      ‫في شارعنا‪ ،‬وقد كتبت عنها‬
            ‫قصيدتين حتى الآن‬

      ‫وقصائدي تبحث دائ ًما عن‬
                ‫الدلالات البعيدة‪،‬‬

‫وتراعي البنية‪ ،‬واللعب‪ ،‬والعلامة‪،‬‬
     ‫وتؤكد ميتافيزيقا الحضور‪.‬‬
   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76