Page 79 - m
P. 79
77 إبداع ومبدعون
الشعر
على فراشات تحوم حول رأس ِك ،الذي اتخذ شكل
الوردة .بعد العاصفة ،عاصفة الرصاص ،ظهرت
امرأة ،في الساحة ،تبيع خص ًل من َشعر ِك ،على أنها
تمائم مقدسة .لا يعرف أحد من أين جاءت ،لأنها
اختف ْت حالما اندلع ْت عاصفة أخرى..
مثل ورقة
أمشي وحي ًدا ،واض ًعا حقيبتي الصغيرة على
ظهري ،وأدندن أغنية عن الحب الضائع والفراق.
أشعل سيجارتي وأدخن ،ثم التفت إلى الوراء للمرة
الأخيرة ،أنظر إلى حبي ،وهو يتبعثر مع الريح ،مثل
ورقة ،تنقله من الرصيف إلى الشارع ،ثم يلتصق
بحائط ،ويسقط على الإسفلت ،فتمر العربات ،سريعة
وبدون قلب ،عليه..
طفولة
كنت أمضي نهارات كاملة ،ساهيًا في مقهى أبي،
أستمع إلى الأغاني من الراديو ،حتى حفظ ُت جميع
أسماء المطربين والمطربات ،أكثر مما حفظ ُت أسماء
المعلمين في المدرسة.
كان ولعي على أش ّده حين خطر ْت صبية أحلامي
الخرافية ،في المخيلة ،وتجسد ْت أمامي بهيئة زبونة
فاتنة ،فصر ُت أحدق إليها بول ٍه صا ٍف ،محاو ًل أن
أنتزع قلبي ،وأن اق ِّدمه لها.