Page 82 - m
P. 82
العـدد 57 80
سبتمبر ٢٠٢3
إبراهيم محمد إبراهيم
مائدة منحنية
كأنه ترتي ُل عاهر ٍة لم تنل أجرتها.. تراه قطع ًة من جم ٍر على رأس على مائد ٍة تشبه ظهر أبيك المنحني
أو بكا ُء نب ٍي ِس ِّر ٍّي مكنسة.. تحف ُر على خش ٍب باه ٍت ثقبًا يتسلل
...
فقد ذاكرته في محطة باص منه دخان الليل
على مائد ٍة تشبه ظهر أبيك المنحني الليل الذي واساك حين كن َت
مهجورة كنت تحصي خطابا ِت فتا ِتك التي
صغي ًرا
أو مطر ٌب عاطفي لم ترسلها، تحش ُر روحك المتسخ َة بشهوة با ٍب
تكسرت أسنا ُنه في مشاجر ٍة تستعيد معرا ًجا ساب ًقا على سلالم
با ٌب شاه َد اغتصاب جارتك
عابرة.. بيتها العالي، لجسدك الأخضر؛
كأنك ملا ٌك
... تسلل في زحام المترو يخفي ريشه تلك التي كن َت تناديها “أبلة
على مائد ٍة تشبه ظهر أبيك المنحني في جاكت قديم، سامية”()1
تضع مسود َة ثور ٍة بطعم النعناع تعيد حفظ نشي ِدك
تصيغ قطع ًة من السماء على شكل نشي ُدك الذي ستتلوه على وحين خف َت أن تكتشف أ ُمك الأمر
الإيشارب الذي يميزها عن باحت لها عيناك المرجفتان
سجاد ٍة لبلاط غرفتك البارد سيمفونية “فان توتي”()3
وتغزل من فرو اللي ِل شا ًل لِ َط ْي ِف تلك التي َع َز َف ْتها ليل َة بلو ِغك وحلمك الذي كرمش َته في صفيح ٍة
صدئ ٍة
أمك قبل أن يأتي قبيل الفجر الأربعين
تحت قبة الأوبرا مقلوب ٍة على بسطة السلم
كنت تحسب كم سيطول عمر أبيك وص َّدق على وج ِهك المبت ِّل ك ُف
القابع على كلي ٍم مترب
يشرب سيجارته المحشو َة خالِك الملتحي
بحشي ٍش مغرب ٍي سوف تواتيك الشجاعة
ورفا ِت “بشار بن برد”()4 ليرى “عمرو ناجي”( )2قصيدتك
يخبط الراديو كي يستجيب
العمودية،
الصو ُت البعيد سيقول :لولا كسو ٌر في القلب
وأخطا ٌء روحية
لتعود على سحاب ٍة من قلق،
ثم تغيظ ظلك الممدو َد على حائط
البيت