Page 84 - m
P. 84
العـدد 57 82
سبتمبر ٢٠٢3
علي الشلال
(العراق)
رفيق النهر
كان شم ًسا أرضية فوق قاربه
يغيِّر فكرة الماء عندي،
وأرى بأنه يدنو
فيصعد جانبي فوق الجسر،
محتشيى ًرات بخليِّدهصلشبكة تتحايل
أصدقاءها الصباحيين وما طاف من نبت.
ثم يتحدث عن قصب
كان ينقذه
حين يدعوه النهر بأن أنزل
رفيق النهر لا يبقى على السطح.
وعن موج
كان يشبه صوت أمه ،يأخذه إلى الأهوار البعيدة
حيث أهله المبللون بالبردي
وشذا من الصبح ،يعود به إلى البي ِت.
وعن نورس كان يحبه
يحمل معه صوت أريدو
يحلق مشي ًدا بالقرب حضارة
تمنحه نشوة الخلق.
وعن سنارة على الجرف
تروي له بصمت:
كن مع الماء كي تقوى على العيش.
وعن ضوء كان يخبره
أن النهارات كاذبة،
إذا لم توضع أشعتها في يد النهر.
وعن مجذاف كان يهمس في يده:
أنا قادم من كوخ زاره الماء،
فلا تفكر في شيء سوى ما يفيض من الشوق.
ثم أخذ يروي ويكمل
حتى عاد حيث موطنه،
مود ًعا بيده ،ومن بعيد بات يردد
رفيق النهر لا يبقى على السطح.