Page 152 - m
P. 152

‫وليس البرهان‪ ،‬هو الذي تلقى‬                              ‫العـدد ‪58‬‬                          ‫‪150‬‬
‫دعو ًة للسفر للنيجر لحضور حفل‬
‫تنصيب بازوم‪ .‬ما إن سلس القياد‬                                             ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬  ‫وراء ستار‪ ،‬فإن لفرنسا مشرو ًعا‬
 ‫لهذا الثالوث حتى تكثفت الدعاية‬                                                         ‫خا ًّصا بها ترجو تحقيقه بإعادة‬
                                       ‫بترحيب معلن من فرنسا‪ .‬هذا‬                       ‫توطين عربان الشتات بالسودان‪.‬‬
  ‫في تشاد والنيجر ومالي لتوطين‬         ‫رغ ًما عن أن الأقلية العربية في‬                  ‫فهي ترغب في التخلص من هذه‬
 ‫عربان الشتات بالسودان‪ .‬وتقبل‬       ‫النيجر لا تكاد تبلغ ‪ ٪١‬من سكان‬                       ‫المجموعات العرقية التي ترفض‬
 ‫العربان الفكرة خاصة أنها جاءت‬                                                            ‫الاندماج في مجتمعاتها المحلية‬
 ‫مصحوبة بضمان أن من يجندوا‬                              ‫تلك البلاد‪.‬‬                     ‫في الإمبراطورية الفرنسية بغرب‬
                                      ‫بالطبع توافق هذا كله مع تولي‬                     ‫أفريقيا‪ ،‬وتنشط في تهريب البشر‬
      ‫سينتدبون لليمن‪ .‬فذلك أمر‬      ‫حميدتي منصب نائب الرئيس في‬                           ‫والاتجار في الأسلحة الصغيرة‪،‬‬
  ‫تبينوا جدواه‪ ،‬إذ تغيرت حيوات‬      ‫السودان‪ .‬ولا ننسى أن حميدتي‪،‬‬                           ‫وترتبط بمنظمات إرهابية من‬

     ‫من عادوا من اليمن وتحققت‬                                                          ‫شاكلة “بوكو حرام”‪ ،‬وبعصابات‬
 ‫أحلامهم‪ .‬وهكذا انطلق المشروع‬                                                                   ‫إجرامية عابرة للحدود‪.‬‬
  ‫حثيثًا‪ .‬فما هي إلا أشهر قليلة‬
‫حتى تم نشر ماكينات إصدار‬                                                                   ‫خلال العامين الأخيرين دخل‬
  ‫البطاقة القومية السودانية‬                                                            ‫تنفيذ هذه العملية مراحل متقدمة‪،‬‬
  ‫وجواز السفر السوداني‬
  ‫شرقي النيجر وجنوبي‬                                                                       ‫وتولاه ميدانيًّا نف ٌر مرتبطون‬
                                                                                              ‫بدولة عربية‪ ،‬ومن خلالها‬
    ‫ليبيا‪ .‬وبالطبع ربطت‬                                                                      ‫بفرنسا وإسرائيل‪ .‬إذ تولى‬
‫هذه الماكينات عبر الأقمار‬                                                                      ‫الإشراف العام على تنفيذ‬

   ‫الصناعية بشبكة السجل‬                                                                    ‫المخطط محمد صالح النظيف‬
   ‫المدني في الخرطوم‪ .‬فإذا صدر‬                                                              ‫وزير خارجية تشاد الحالي‪،‬‬
   ‫الرقم الوطني المعين من موقع‬
‫بالنيجر أو الكفرة لا يعاد إصداره‬                                                                ‫الذي ينحدر من ماهرية‬
   ‫مرة أخرى بالسودان‪ ،‬بل يبدو‬                                                                ‫تشاد‪ .‬وقد ُكلف في مارس‬
    ‫وكأنه قد صدر من البينية أو‬
 ‫مجمع الخدمات بالسجانة أو غير‬                                                                   ‫‪( ٢٠٢١‬بدعم معلن من‬
                                                                                                  ‫فرنسا‪ ،‬وبتدبير خفي‬
                ‫ذلك من المواقع‪.‬‬                                                                   ‫من الموساد ولا شك)‬
 ‫وهكذا حصلت أعداد لا يعلمها إلا‬                                                                   ‫بشغل منصب «الممثل‬
 ‫الله على الرقم الوطني السوداني‪،‬‬                                                                  ‫الخاص للأمين العام‬
                                                                                                ‫للأمم المتحدة في منطقة‬
    ‫وكذلك جواز السفر‪ .‬ثم بدأت‬                                                                     ‫غرب أفريقيا ومنطقة‬
  ‫الخطوة التالية والتي هي إدخال‬
‫عشرات الآلاف من هؤلاء الشبان‬                                                                            ‫الساحل»‪ ،‬ذلك‬
‫“السودانيين» إلى موطنهم الجديد‬                                                                             ‫ليدير كامل‬
                                                                                                               ‫المسرح‬
       ‫ونقلهم مباشرة لمعسكرات‬                                                                                     ‫على‬
     ‫تدريب قوات الدعم السريع‪،‬‬                                                                                  ‫اتساعه‬
  ‫بزعم إعدادهم للالتحاق بالفرق‬                                                                                 ‫ببشره‬
‫المقاتلة في اليمن‪ ..‬هؤلاء هم عربان‬
  ‫الشتات‪ .‬وهذه هي المؤامرة التي‬                                                                 ‫و ُبجره‪ .‬وتزامن تكليف‬
     ‫أتت بهم لدورنا في الخرطوم‬                                                                ‫النظيف مع انتخاب محمد‬

                                                                                                   ‫بازوم رئي ًسا للنيجر‬
                                                                                                 ‫في أبريل ‪ ،٢٠٢١‬أي ًضا‬

                                                                                       ‫عوض الكريم أبوسن‬
   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157