Page 150 - m
P. 150

‫العـدد ‪58‬‬             ‫‪148‬‬

                                                      ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬

                                     ‫د‪.‬الدرديري محمد أحمد‬

                                  ‫وزير الخارجية السوداني الأسبق‬

    ‫النيجر والجنجويد‪..‬‬
‫عربان الشتات ومشروع‬

   ‫إعادة توطينهم في‬
                ‫السودان‬

 ‫الكاميرون ونيجيريا‪ ،‬وهؤلاء من‬      ‫والإغارة على الضواحي وإفساد‬      ‫كنت أرى فى الاهتمام الكبير من‬
                         ‫جذام‪.‬‬        ‫السابلة‪ ،‬كما ذكر ابن خلدون‪.‬‬
                                                                      ‫قبل الدوله بقوات الدعم السريع‬
      ‫أما قبيلة جهينة فقد قصدت‬     ‫والجدير بالذكر أن بعض القبائل‬     ‫وقيادته منذ أيام البشير‪ ،‬ومرو ًرا‬
    ‫حوض بحيرة تشاد لتبلغه في‬         ‫العربية دخلت أفريقيا بحثًا عن‬
‫حوالي ‪ ١٤٦٠‬للميلاد‪ ،‬أي بعد ظعن‬      ‫المرعى‪ ،‬سارت في ركاب جماعة‬           ‫بالفترة الانتقالية‪ ،‬ومي َض نا ٍر‬
   ‫وانتجاع استمر لأربعمائة عام‪.‬‬        ‫اتجهت باتجاه الغرب متتبعة‬        ‫تحت الرماد‪ ،‬وكنت أخشى أن‬
‫وبعد حادثة «شقة الناقة» أو «ناقة‬        ‫الواحات المنتشرة على الخط‬     ‫يكون لها ضرام‪ .‬فقد كنت موقنًا‬
‫العريقي»‪ ،‬المشهورة في ميثولوجيا‬       ‫الفاصل بين الصحراء الكبرى‬      ‫أن هناك من يقودنا لحرب ضارية‬
   ‫هذه القبائل‪ ،‬والتي وقعت نحو‬
‫عام ‪ ١٥٦٠‬للميلاد‪ ،‬انفتل جزء من‬    ‫وحزام السافانا ليستقر بها المقام‬        ‫لا تبقي ولا تذر‪ .‬فالكثيرون‬
‫هذه القبائل نحو الجنوب الشرقي‬        ‫في موريتانيا‪ ،‬وأغلب هؤلاء من‬       ‫لم يسمعوا أن بالنيجر أو مالي‬
  ‫ليدخل الحزام المطير في دارفور‬        ‫القيسيين‪ .‬بينما توغل القسم‬     ‫عر ًبا إلا بعد هذا الغزو للسودان‪،‬‬
   ‫وكردفان‪ ،‬بينما بقي آخرون في‬     ‫الآخر إلى الجنوب الغربي متتب ًعا‬      ‫فما هوية هؤلاء العربان؟ وما‬
 ‫حوض بحيرة تشاد أو يمموا مع‬                                            ‫المشروع الذي كان وراء جلبهم‬
  ‫نهر شاري غر ًبا تجاه ما يعرف‬    ‫وادي الملك في ظعن متمهل استمر‬      ‫من مضاربهم البعيدة إلى عاصمة‬
                                  ‫لأربعة قرون‪ ،‬ليلقوا عصا التسيار‬
                                   ‫عند حوض بحيرة تشاد وشمالي‬              ‫بلادنا ليعيثون فيها فسا ًدا؟‬
                                                                      ‫هؤلاء البدو عرفوا بشدة المراس‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155