Page 156 - merit 49
P. 156

‫العـدد ‪49‬‬                         ‫‪154‬‬

                                   ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬                     ‫توفيق سخان‬

                                                                          ‫(المغرب)‬

             ‫أشباح الترجمة‪..‬‬
‫مصطفى لطفي المنفلوطي‬

            ‫و ميلان كونديرا‬

   ‫وللمترجمين‪ .‬تتوزع هذه‬              ‫مالكه الشرعي والوحيد‬         ‫الدراسة نبش في‬          ‫هذه‬
 ‫الدراسة بين محاور أربعة‪.‬‬          ‫المؤتمن على سره‪ ،‬ألا يمكننا‬      ‫خفايا الترجمة‪،‬‬
  ‫بداية‪ ،‬تنطلق «الفاتحة» من‬                                        ‫مسعى للنظر في‬
                                    ‫القول إن كل نص هو حق‬          ‫حالة المنفلوطي في‬
   ‫بسط لموضوع البحث من‬                ‫لكل مترجميه المحتملين‪،‬‬       ‫تاريخ الدراسات‬
    ‫منطلق القول بأن الجمع‬             ‫وأن السعي وراء التنكر‬          ‫التي تعنى بالترجمة من‬
  ‫بين ما لا يجتمع قد يخلق‬              ‫لحق هؤلاء الورثة‪ ،‬كما‬
‫أحيا ًنا حي ًزا للتفكير‪ ،‬وبالتالي‬     ‫فعل المنفلوطي وكونديرا‬          ‫منظور يتوخى مقابلته‬
‫يدعو إلى التفكير في المقابلات‬        ‫م ًعا‪ ،‬لا يمكن إلا أن يؤكد‬     ‫بالروائي التشيكي ميلان‬
 ‫الممكنة التي قد تبدو للوهلة‬
‫الأولى ضر ًبا من التجديف أو‬        ‫على هذا الحق المشترك‪ .‬غير‬          ‫كونديرا‪ ،‬مع ما تطرحه‬
     ‫المغامرة الأكاديمية غير‬        ‫أنه في كلتا الحالتين‪ ،‬سواء‬      ‫هذه المقابلة من مفارقات‬
                                     ‫تعلق الأمر بالمنفلوطي أو‬
                 ‫المحسوبة‬                                             ‫وإشكالات‪ ،‬وهي أي ًضا‬
                                      ‫بميلان كونديرا‪ ،‬فما يتم‬      ‫استنطاق لأشباح الترجمة‬
                                    ‫التوكيد عليه المرة تلو المرة‬
                                     ‫هو هذا الوجود الرمادي‪،‬‬          ‫التي تسكن كل نص‪ ،‬أي‬
                                   ‫الشبحي‪ ،‬الهلامي‪ ،‬للترجمة‬         ‫نص‪ .‬وإذا كان من المحال‬
                                                                    ‫الجزم بأن كاتب نص هو‬
   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161