Page 157 - merit 49
P. 157

‫حول العالم ‪1 5 5‬‬

   ‫المحور الثالث‪ ،‬ثمة حديث‬      ‫جهة‪ ،‬وسيفوس راينر‪ ،‬من‬       ‫العواقب‪ .‬وفي المحور الثاني‪،‬‬
    ‫عن المنفلوطي ومشروعه‬       ‫جهة أخرى‪ ،‬مقاربة ملتوية‪،‬‬     ‫ثمة حديث عن الأقانيم التي‬
‫الترجمي بما هو حالة فريدة‬
‫تستغني عن السند والمصدر‪.‬‬            ‫غير أن القصد هنا هو‬         ‫تحيا بينها الترجمة‪ ،‬أي‬
  ‫وفي المحور الرابع والأخير‪،‬‬  ‫الإحاطة‪ ،‬في حدود مربع هذه‬    ‫أقنوم السلطة وأقنوم المعرفة‪،‬‬
   ‫سنختتم بالنظر إلى ميلان‬
                                ‫الدراسة‪ ،‬بالوجود الملتبس‬     ‫فيبدو حديثنا‪ ،‬ولو بعجالة‪،‬‬
      ‫كونديرا والذي حسب‬         ‫للترجمة وللمعنيين بها‪ .‬في‬        ‫عن تيري إيجلتون‪ ،‬من‬
  ‫فينوتي كان دائب الصراع‬
‫مع مترجميه ويجسد عن حق‬

        ‫خشيته من الترجمة‪.‬‬

‫فاتحة‬

 ‫تماثل الغرب للآخر نموذ ًجا‬   ‫مصطفى لطفي‬
     ‫حضار ًّيا يخايل العيون‬    ‫المنفلوطي‬

 ‫بمخترعاته المادية‪ ،‬ويجتذب‬
     ‫العقول بلوازمه الثقافية‬
    ‫والاجتماعية والسياسية‪،‬‬

   ‫كما لاح أي ًضا عبر عناوين‬
     ‫ثقافية من قبيل «الشيخ‬
     ‫متلوف» و»قبول وورد‬

  ‫جنة» و»العيون اليواقظ في‬
  ‫الأماثل والمواعظ»؛ حضو ًرا‬
‫طاغيًا يشدد على هذا التمايز‪.‬‬
 ‫وإذا كانت العناوين السابقة‬

    ‫أمارات على مسعى ثقافي‬
     ‫ووجداني يروم التماس‬
‫الطريق إلى غيرية هذا الآخر‪،‬‬
  ‫ويطرح بقوة سؤال ْي التقدم‬
 ‫والتخلف على الأنا المنتكسة‪،‬‬
    ‫فإنها تبقى محاولات من‬
 ‫رجالات اتخذوا من الترجمة‬
  ‫وسيلة لفهم وتمثل مواطن‬
   ‫قوة هذا الآخر الجاثي على‬
‫البلاد والعباد‪ .‬فإلى جانب‬
‫الرحلات والبعثات‬
     ‫العلمية‬
   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162