Page 264 - merit 49
P. 264
العـدد 49 262
يناير ٢٠٢3
وداسوها بأحذيتهم. البعض الفساد ،مصر تعايشت مع القهر على وجوه رجال ونساء من
كل الأنظمة العربية مستبدة ،الفرق الفساد حتى لحظتنا هذه ،سيقول البراري التي ولدت فيها ،لا أ َّدعي
البعض :الجوع ،عاش المصريون أي شيء ،لكن نصي يدل عليَّ ،أنا
في درجة الاستبداد ،وأرجو ألا بالجوع واللحظة الآن كاشفة ،في ضد كل مستبد حتى لو كان سائق
تضحك ،لكن الفقرة الأعلى كانت رأيي -غير المتواضع -أن السبب ميكروباص ،ولذلك لم أحصل على
فقرة حافظ الأسد ،نبز بها كل الرئيسي هو تغول سلطة أمن شيء إلا الاحترام.
الأمم حتى فقرة بيريا أيام ستالين. الدولة بقدمها الثقيلة على رقاب ضابط أمن الدولة الرقيع الذي
العباد .أنت أمام فئة تعتقد كلها قضى سبعة عشر عا ًما مع حبيب
على أية حال ،كان لا بد من حل أنها تدافع عن الوطن ولولاها
ما ،لو سقط الجلاد بين يدي أو لانهار ،قناعات فاسدة مثل قناعة العادلي في مكتب واحد كتب
بين يدي رءوف مسعد أو كل من أصحاب الإسلام السياسي تما ًما. تقري ًرا ف َّي من صفحة ونصف،
ُع ِّذبوا سنقتله ،لكنه للأسف لن دعني أسألك سؤا ًل :هل تستطيع كانت نتيجته أن أبعدت إلى تونس،
يسقط ،لا بد من مصالحة ما ،ليس الآن أن تنتج مسلس ًل به ضابط تركت طفلة عمرها سنة وأربعة
معه ،لا مصالحة مع أي جلاد ولو شهور ،لم يكن ممكنًا أن يمتد
كان في نيكارجوا ،التعذيب أبشع مثل بطل جنازة جديدة لعماد العقاب أكثر من هذا ،فأنا موظف
من القتل ،حتى أن الشياطين في حمدي؛ يأكل ويشرب ويحب في منظمة دولية ،لكنه كان بداية
الرواية خرجوا في مظاهرة حين ويرسم ويمشي في الأسواق عصر التوريث الذي كانت سوزان
اخترع أول جلاد آلة تعذيب ،البطل وتغضب منه خطيبته؟ لا تستطيع مبارك تعتمد على حبيب العادلي في
أن تنكر أن هناك ضبا ًطا ض ُّحوا تمريره ،لذا كانت مقاومته صعبة.
بأرواحهم ويستحقون أن تضعهم ذقت الأم َّرين ،تركت طفلتي وأمي
فوق رأسك ورأس الوطن كله وزوجتي ،وتكالب الجميع عليَّ،
وتتغنى بهم ،لكن هناك على جانب السلطة ورواد زهرة البستان،
آخر آخرون انتهكوا إنسانية البشر وشاهدت الاستبداد يدوس على
ظهري ،وعرفت معنى القهر.
ورغم ذلك كنت أبتسم ،واحتفظت
بأناقتي ،والأهم أنني كتبت باب
الليل ،وربما إن طال العمر أعود
لأكتب «ألم صغير في البروستاتا»،
عن لحظة الثورة التونسية التي
كنت صاحب الظهور الأول لها على
شاشة الجزيرة.
نمت ثمانية وعشرين يو ًما طيلة
أيام حظر التجوال في تونس ،نمت
في المقهى مع صاحبه ،ورأيت جانبًا
لم يره أحد ،كان التوانسة من فرط
الاستبداد يناضلون في أجساد
بعضهم البعض وفي كرة القدم،
مثلما حدث معنا بعد هزيمة !67
اسمع ،لو سألنا كثيرين عن
أسباب ثورة 25يناير سيقول