Page 261 - merit 49
P. 261
259 ثقافات وفنون
حوار
مطربك المفضل وليس أن أكون الأخير ،أنا أحب أصحابي
قارئك ،ومنه تعلمت المقامات. وأحب الكتاب وأقدمهم ،أظن ذلك.
في عمان في مؤتمر قصصي كبير
وإن يحيى الطاهر عبد الله جاء دوري الأول ولم أحب ،قرأت
كان يحفظ قصصه ويغنيها،
قصة قصيرة ثم واحدة أقصر،
وأنت تفعل مثله ..هل ما هبطت من المنصة وحدي ،كنت
زلت ذلك المغني الج َّوال الذي قد امتلأت بقراءاتي وشعرت أن
القاعة شبعت ،ولو قرأت واحدة
يغني قصصه وحكاياته؟ ثالثة سأصير زعي ًما ،لحظتها أظن
وهل ما زال الغناء عندك له أن بشرى خلفان الفائزة بكتارا هذا
العام؛ وأظن لنا عبد الرحمن أي ًضا،
نفس التأثير كما السابق؟ قالتا :من الذي أتى بهذا الرجل
إلى هنا ،ظننت أنني فعلت سو ًءا،
لا ،للأسف لم أعد ذاك المغني قالت إحداهن :عندما يقرأ هذا قصة
الج َّوال ،العمر والمرض من جهة الصوت هذه من سيقرأ بعده!
واختفاء النقود من جهة أخرى، لكن المشهد الأجمل كان في جامعة
كل من أحببتهم وصرفت عليهم البعث بحمص أيام المأسوف على
قلبي ونقودي سرقوا أمان َّي وما شبابه الدموي حافظ الأسد ،ألف
تبقى من نقودي ،انخفض منسوب شخص في القاعة ،سبعمائة طالبة
جميلات حتف الأنف ،مائتان من
الفرحة لد َّي ،تأذيت من أقرب الذكور ،خمسون من حزب البعث
الأقربين ،الذين من لحمي والذين والمخابرات وخمسون مبد ًعا ،حين
قرأت واحدة من قصص الصوت
عانق لحمي لحمهم. وقف بري عواني ،وهو الذي مات
لا أشعر بالأسى عليَّ ،ربما أشعر مقهو ًرا لا يعرف مصير ابنه ،وقف
عليهم ،ربما تمنحني الحياة فرصة وصرخ في قلب القاعة :عليَّ النعمة
أخرى ،عندي بنتين غنيت لهما بما
يكفي ،غنيت للذين أحبهم ،وربما أنت ابن حرام!
لا قصدية عندي ،هو تكوين لكنه
في حياة أخرى أغني أكثر.
لست متشائ ًما ولا مهزو ًما ،لكنني أي ًضا خيار ،أنت نفسك تقول
عني إنني أكتب اللغة خارج كل
أي ًضا بشر ،ما قيل عن يحيى القواعد ،اسمع ،لم يقرأ مصطفى
الطاهر كان يجب أن يقال عني، إسماعيل قراءة واحدة معقولة
لكن بقجة أبناء الكار لا تتسع لغير
ذواتهم ،عمو ًما لعل ذلك له وجه داخل استديو ،مصطفى يقرأ
طيب حين ذهبت للرواية بتلك ويتجلى وسط جمهور ،وأنا أتخيل
اللغة. جمهوري وقت الكتابة رغم كل
نعود للغناء ،مهما كان الغناء الكلام عن العزلة.
العراقي جمي ًل فحزنه يغطي
القلب ،أنا ابن الغناء الذي يشبه تقول دائ ًما إنك مغ ٍّن ،وإن
«سهرة حب» للرحابنة ،أنا ابن مصطفى إسماعيل هو
هذا الفرح في الأغنية اللبنانية،
تسعة وتسعون من الأغاني