Page 263 - merit 49
P. 263

‫‪261‬‬                   ‫ثقافات وفنون‬

                      ‫حوار‬

‫يحيى الطاهر عبد الله‬  ‫يانيس ريتسوس‬                    ‫ياسر الزيات‬         ‫المكان النائي الموحش الذي‬
                                                                         ‫اخترعته وشخصية الشيخ‬
‫وتخيل معي لو أن البطلة كانت‬           ‫سريره لا يعيش ولا يموت‪ ،‬كان‬
 ‫تعيش في أرض ألعاب الهوى‪،‬‬            ‫ذلك في ‪ ،2008‬هرشها الأبنودي‬            ‫حامد بطل الرواية الذي‬
                                                                           ‫يلاحقه عزرائيل‪ ،‬و»أحمر‬
   ‫العمر قصير على هذا اللعب‬                ‫حين سألني وقال‪ :‬الشعب‬           ‫خفيف» والحنين الجارف‬
                    ‫الجميل‪.‬‬                               ‫المصري؟‬        ‫للقرية‪ ..‬هل وضعت الكثير‬

‫«حذاء فلليني» رواية العوالم‬             ‫في ألعاب الهوى وأحمر خفيف‬              ‫من روحك وأحلامك‬
  ‫الداخلية للضحية والجلاد‬                ‫حاولت أن أحول الشفهي إلى‬            ‫وشخصيتك الريفية في‬
   ‫م ًعا‪ .‬من خلال تشريحك‬             ‫مدون مع الاحتفاظ برائحة اللغة‪،‬‬          ‫هاتين الروايتين؟ وهل‬
  ‫للصراع النفسي للضحية‬               ‫وربما جاءت هذه اللغة مع النص‬           ‫كانت «كاتيوشا» امتدا ًدا‬
       ‫«مطاع» جعلتنا نرى‬            ‫بعفويتها أو ضرورتها وعضويتها‪،‬‬        ‫لشخصيتك المدينية‪ ،‬تعكس‬
   ‫بوضوح العالم الحقيقي‬               ‫لكنني شعرت أنني لست مخو ًل‬            ‫حياتك ووجودك كمثقف‬
 ‫للجلاد‪ ..‬كيف استطعت أن‬               ‫من أحد ولن أحصد شيئًا يوازي‬
  ‫تفعلها؟ كيف استطعت أن‬             ‫هذا الجهد‪ ،‬خاصة أنني أكره جملة‬               ‫وكاتب في المدينة؟‬
  ‫تنتصر للإنسانية في هذه‬             ‫عند البعض «ده تعب في الرواية»‪،‬‬
                 ‫الرواية؟‬               ‫وهي تلازم النصوص السيئة‬          ‫نعم‪ ،‬هذا صحيح إلى حد كبير‪ ،‬في‬
                                       ‫دائ ًما‪ ،‬هي جاءت في لحظة غرام‬     ‫ألعاب الهوى وأحمر خفيف مكان‬
‫ما تحمله رواية حذاء فيلليني من‬        ‫بها‪ ،‬مثل قصة حب اكتملت حتى‬           ‫بكر متخيل من ضفيرة حكايات‬
  ‫رؤى هي رؤيتي في الحياة‪ ،‬أنا‬           ‫لو مع بنت في أقاصي الريف‪.‬‬         ‫تنامت‪ ،‬وتناثرت‪ ،‬حتى كتبتها أنا‬
 ‫لا أتخيلني أكتب خارج مقاومة‬            ‫في كاتيوشا‪ ،‬أظن الأمر مختل ًفا‬  ‫كما تخيلتها‪ ،‬مكان عنيف‪ ،‬به تخيل‬
   ‫الاستبداد‪ ،‬خارج القهر‪ ،‬رأيت‬       ‫بالطبع‪ ،‬رؤية أخرى للغة فرضتها‬        ‫لأسطورة الخلق‪ ،‬طريقة صنعها‬
                                         ‫أي ًضا‪ ،‬ليس طبيعة المدينة‪ ،‬بل‬
                                     ‫طبيعة النص كله بما فيه فضاؤه‪،‬‬         ‫الشيخ حامد على يده‪ ،‬حتى أنك‬
                                                                        ‫تسمع جملة أنه ليس خريج الأزهر‬

                                                                            ‫بل خريج نفسه‪ ،‬تصور بدائي‬
                                                                         ‫لخلق الأرض والبشر يتناسب مع‬
                                                                         ‫هؤلاء اللصوص الذين هربوا من‬

                                                                           ‫الحكومة لأسباب كثيرة‪ ،‬هربوا‬
                                                                        ‫إلى هذا المكان‪ ،‬غابوا عن عينها ولم‬

                                                                          ‫تستطع أن تصل إليهم‪ ،‬وبدل أن‬
                                                                          ‫تعتقلهم أو تقتلهم قتلوا بعضهم‪،‬‬

                                                                            ‫كأنها صيرورة الحياة الأولى‪،‬‬
                                                                             ‫وكأن البشر هم هم لا تتغير‬
                                                                          ‫نوازعهم‪ ،‬لكنهم حين استقر بهم‬
                                                                           ‫الحال زوروا التاريخ واخترعوا‬
                                                                         ‫لأنفسهم أص ًل وفص ًل واستندوا‬

                                                                                ‫بظهورهم عليه وصدقوه‪.‬‬
                                                                           ‫في أحمر خفيف كان البطل على‬
   258   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268