Page 124 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 124
العـدد 33 122
سبتمبر ٢٠٢1 الطيب خالدي
(الجزائر)
ظلال مستقيمة للتاريخ المائل..
مقاربات نقدية لرواية «كوتسيكا» لغادة العبسي
يفضح كل الفرضيات ويجعل حكايات العائلة الرواية سف ًرا للخروج
تنتمي إلى سلالة التاريخ الذي يكره هو الآخر
غال ًبا ما يسافر الإنسان في رحلة مع ذاته
التشظي والانقسام ،علما أنه يشكل دائرة
محسوسة تربط الأطراف مع بعضها وتعمل على يبحث من خلالها عن تفسيرات لمعرفة تفاصيل
وجوده وانتمائه العائلي المتشعب الأطراف المتعدد
جعل الهوامش خارج هذه الدائرة.
التاريخ هنا هو تاريخ أو سيرة وقائع متعلقة الفروع والمنتسب إلى شجرة معقدة الأنساب
تشكل في الحقيقة ميلاد قضية تطرح وجودها
بمصنع كوتسيكا لصناعة الكحول والبيرة
بمنطقة طرة ،أو سيرة حول هذا المكان الذي على منصة الأحداث.
يفرخ بالحكايات الصغيرة التي تبدو لأول وهلة ربما سيكون هذا التعقيد جز ًءا من تركيبه
متنافرة ناشزة صغيرة بلا تركيز ولا كثافة، البيولوجي الذي يمارس سلطته على أفعاله،
ولكنها شيئًا فشيئًا تتكاثف مثل الألياف الصغيرة ويحافظ على استمرار نسله وسط أحداث التاريخ،
لحبال الموانئ التي ينتهي بها الأمر إلى أن تتمكن ولعل هذا التدرج في البحث عن الحكايات العائلية
من شد باخرة كبيرة أو سفينة عظيمة إلى الميناء.. وكيفية وجودها وانتمائها إلى حلقة أبوية ممتدة
عائلة كوتسيكا التي استقرت بمصر قبل أكثر من الأصول متشعبة الجينات يجعل منها أحدا ًثا
مئة عام ،والتي تدخل وعينا الروائي عبر حكاية تصنع من ذاتها وجو ًدا ،وتعمل على تشكيل
العائلة اليونانية التى استوطنت مصر وسط جو عائلي متعدد الخطابات؛ لذلك نجد تعد ًدا في
قرن كامل من الضجيج والصخب والتجاذبات السلالات العائلية الواحدة ،والتي ينبغي للتاريخ
الأيديولوجية والاجتماعية والثقافية والقيمية أن يعلن وجودها وسط أجناس أخرى ،وأن يدافع
والسياسية التي عرفتها البلاد وعانى منها العباد. على إثبات هوية هؤلاء الأفراد وسط الحكايات
في قراءة حول هذا الرواية لغادة العبسي ،سنجد التي يجعلها سكان التاريخ فرضية يعول عليها
أنها شكلت ساحة روائية متعددة الأحداث متغيرة في كل الأزمنة ،وستكون العملية السردية خطا ًبا