Page 13 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 13
11 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
الرافضين لها لخروجها عن
الوزن ،وخروجها ،بالتالي ،من
دائرة الشعر( .)18وكان الجدل
في هذه القضايا مرهو ًنا
بسياقه الفكري والنقدي في
زمنه.
والشاعر الفذ كمحمد الماغوط
يتجاوز ،بفنه ،هذا الجدل
الرافض لقصيدة النثر ،لأنه
أبدع شعره ليسكب فيه روحه
ورؤاه ،واستطاع أن يؤثر في
المتلقي العربي ،وقد استوعبت
ذائقته الجديدة مثل هذا
اللون من الشعر عند الماغوط
وأضرابه من الشعراء الذين
بدر شاكر السياب أدونيس نازك الملائكة أخلصوا لفنهم دون جدل
حول الطبيعة النوعية له .لقد
دخل هذه القضية كثير من أدعياء الإبداع والنقد
وعصافير الجبال العذراء فانكشفوا ،وبقي الفن الأصيل والنقد الأصيل دون
ترنو إلى حبيبتي ليلى تنطع أو ادعاء ،وسيلة وغاية للاتساق مع النزوع
المستمر إلى التجديد لوسائل الفن وغاياته في الأدب
وتشتهي ثغرها العميق كالبحر
.. العربي قدي ًما وحديثًا.
وما يصاحب التجديد من رفض أو قبول أمر مقبول،
أنا لا أنام
حياتي سواد وعبودية وانتظار والقديم والجديد متكاملان وليسا متصار َع ْين،
وكلاهما قابل للنقد في إهاب من التسامح المعرفي
فاعطني طفولتي الذي وسم الفكر الأصيل للثقافة العربية في إطار
وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز االلحشعضراارلةحالرإوسقلاصمييدةةباقلينمثهرا اعلبّررفيوأع ّثة.ر،إنوككثثيي ًر ًاراممنهن
ذهب كما جاء دون أثر .لم تسلب حركات الحداثة
وصندلي المعلق في عريشة العنب الشعرية أصالة الشعر العربي القديم ،لأنها ،في
لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري جانبها الأصيل ،لا تصارعه .ومن أهم ما يتفرد به
شعر الماغوط أنه مثال نابض بالحيوية لكسر توقع
لأسافر يا أبي()19
إنها نجوى للأب تقطر حز ًنا وألمًا وبساطة في المتلقي العربي.
التعبير ،وعم ًقا في المعنى ،وابتكا ًرا في الخيال ،فتؤثر نجد ذلك في مثل ما سبق ،وفي قوله من نفس
في المتلقي ،إذ إن «الإبدال الجديد الذي تقترحه القصيدة التي انتقدتها «نازك الملائكة» ،وهي قصيدة
جمالية التلقي على النقد العربي هو الاهتمام بأثر
الأدب في المتلقي ،من حيث كسر توقعه ،واستجابته «المسافر»:
لغوايته ،والاندهاش بجدته ،ودفعه إلى مراجعة
مسلماته الجمالية ،ومعانقة هذا الأفق الجديد منذ مدة طويلة لم أر نجمة تضيء
والمختلف ،وتأويل النص الأدبي لاستجلاء فرادته ولا يمامة شقراء تصدح في الوادي
وإبداعه ،وتعديله لتصوره للأدب(.)20 لم أعد أشرب الشاي قرب المعصرة